هل بطولة ولي العهد طموح الأندية الكبيرة؟

موفق النويصر

TT

تبدأ نهاية الأسبوع الحالي الجولة الأولى من بطولة ولي العهد السعودي للعام 2012.

وهي بطولة بلا شك مهمة ستسجل في رصيد الفريق الفائز بها، خاصة أنها ستسلم هذا العام لأول مرة من يدي ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز.

الأكيد أن الفوز بالبطولات المحلية هو البوابة الوحيدة للمشاركة في البطولات الخارجية، العربي منها والآسيوي، وهي من تكسب الأندية واللاعبين الخبرة اللازمة لصقل مواهبهم، وبالتالي تقدمهم كرويا، لذلك تحرص معظم الأندية على الظفر بإحدى بطولات الموسم، لنيل شرف هذه المشاركة.

غير أنه ولأسباب عدة ظلت بطولات دوري أبطال آسيا عصية على معظم الأندية السعودية، حيث حققها الهلال مرتين كان آخرها في عام 2000، وكذلك الاتحاد الذي فاز بها أيضا مرتين كان آخرها في عام 2005.

في تقديري أن ابتعاد الأندية السعودية عن تحقيق لقب البطولة الأهم في آسيا يعود لسببين أساسيين، الأول داخلي والآخر خارجي.

بالنسبة للخارجي فيتمثل في إقامة البطولة على مرحلتين منفصلتين، الأولى في موسم كروي، والآخر في الموسم التالي، ما يجعل هناك تفاوتا في مستوى الفرق السعودية بين بداية التصفيات ونهايتها. الأمر الذي جعل الأندية السعودية تطالب بإقامة البطولة بما يخدم دول شرق آسيا لموسمين متواليين، ومثلها لأندية غرب آسيا، بحيث تبدأ في شهر مارس (آذار) لعامين متواليين، ومن ثم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في العامين اللذين يليانهما.

أما السبب الداخلي، فهو كثرة البطولات التي يشارك فيها اللاعب السعودي، وأعني هنا البطولات الداخلية ومشاركات المنتخبات، خاصة إذا ما علمنا أن مكونات المنتخبات السعودية المختلفة تتشكل من 3 أو 4 فرق، هي ذاتها التي تشارك في البطولات الخارجية.

الغريب أن إدارات الأندية تدرك جيدا حجم الضغط الذي يعانيه أغلب اللاعبين بسبب كثرة مشاركاتهم المحلية والدولية، علاوة على الإيقاف المتكرر للبطولات بسبب مشاركات المنتخب، ناهيك عن تداخل البطولات بعضها مع بعض، ومع ذلك تصر هذه الإدارات في كل عام على المشاركة بطاقمها الرئيسي في جميع البطولات، مما ساهم في إجهاد هؤلاء اللاعبين وفقدانهم الرغبة في اللعب بسبب التشبع، وبالتالي خسارتهم للبطولة تلو الأخرى.

لذلك من المهم جدا للأندية التي لديها مشاركات خارجية، وسبق لها الفوز بهذه البطولة لمرات عدة، الزج بفرقها الأولمبية في هذه المسابقة لمنح الأسماء الشابة الفرصة للاحتكاك وكسب المزيد من الخبرة، خاصة أن فرصتها الوحيدة في هذا الموسم محصورة في مشاركتها في بطولة الأمير فيصل بن فهد، الخالية من الجماهير والأضواء والإعلام.

فهل تقبل الأندية الكبيرة المتشبعة بالبطولات المحلية التضحية بهذه البطولة لكسب راحة لاعبيها الأساسيين، وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة الباحثة عن تمثيل كهذا للظهور والبروز، أم يعمي عينها بريق الذهب القريب منها عن ذلك الموجود في آسيا؟

[email protected]