«إنها حملات مغرضة.. هم لا يفهمون كرة القدم.. إنهم مثل الطباخين أو السباكين.. قد يعرفون كل شيء إلا العمق الفني لهذه اللعبة.. بصراحة نحن نعاني فقرا فنيا في التحليل.. بعض المحللين ينتقدون ولا يقدمون حلولا».
هذه الكلمات ساقها «الهداف السابق» ياسر القحطاني في مداخلات إذاعية وتلفزيونية بهدف شرح أسباب ابتعاده عن التهديف ومحاولات بعض «السباكين أو الطباخين»، بحسب وصفه، التقليل منه لأنه لم يعد قادرا على التسجيل!
يضيف «القناص» بأن مهمة المهاجم ليست تسجيل الأهداف فقط وإنما صناعة اللعب أو القيام بأمور تكتيكية يطلبها المدرب كما طلب منه «غيريتس» قبل عام ونصف العام.. ويؤكد قائلا: «كرة القدم تغيرت وتطورت، لكن بعض المحللين لا يزالون لا يفهمون معنى المهاجم وأبعاد وجوده في مركز المقدمة»!
لا خلاف على ما قاله ياسر القحطاني في مسألة تطور الكرة والمهام غير الرئيسية للمهاجم الذي يفترض أن يكون هدافا، بيد أنني أتعجب من قناعته بأن كل ما قاله كان صحيحا في ما يخص أن مهمته يجب أن لا تكون التسجيل فقط!!
أسأل نفسي كثيرا: لماذا غاب ياسر القحطاني عن التهديف في ظل أن غالبية من يلعبون في مركزه في العالم يسجلون الأهداف بالعشرات لا بالأصابع؟.. اذهبوا لمهاجمي غالبية أندية العالم.. إنهم يسجلون ويصنعون ويقاتلون.. فهل يفعل ياسر نفس ما يفعله هؤلاء المهاجمون؟.. بالتأكيد لا!
كيف يعود ياسر القحطاني هدافا وقناصا كما كان قبل سنوات؟.. لن ينجح ما دام أنه مقتنع بأن بعض المحللين مجرد طباخين وسباكين..! ماذا يريد هؤلاء من ياسر القحطاني؟ وما هي مصلحتهم في انتقاده حينما لا يسجل سوى أنه لا يقوم بواجبه؟! هل يبحثون عن الشهرة؟.. هل هناك من يبحث عن الشهرة ليقول مثلا كلاما غير عاقل؟!.. هل من المنطق والعقل أن أقول إن ياسر القحطاني لا يزال هو ذاته الذي كان يسجل ويصنع ويتحرك قبل 4 أعوام؟!.. لو قلت هذا الكلام فبالتأكيد أناأكذب على الجماهير وأضللهم، لا كما يصف «القناص السابق» هؤلاء المحللين بالمضللين!!
قد يختلفون معك.. قد يكرهونك.. لكنهم يا ياسر لن يخالفوا الواقع والمنطق من أجل انتقادك وأنت مميز.. وأنت هداف.. وأنت متألق!
أنا أكثر المحبين لياسر القحطاني.. كما كنت وما زلت مع ماجد عبد الله و.. و.. و.. وسامي الجابر وسعيد العويران وفهد المهلل وسعد الحارثي ونايف هزازي وغيرهم.. ولكن حينما تضعف إنتاجية أي من هؤلاء بإمكان أي محلل أن ينتقد!
يا ياسر.. اذهب إلى مسيرتك التهديفية في أول عامين خضت فيهما المباريات مع الهلال وقارنها بالمواسم الثلاثة الأخيرة.. لو ذهبت ستجد أنك لست ياسر.. ولست الهداف.. إنما مجرد مهاجم لم يعد قادرا على التحرك ولا حتى صناعة اللعب!
في موسم 2009 – 2010 لم تصنع في الدوري تحديدا سوى هدفين، وفي الموسم الذي يليه لم تصنع سوى هدف.. فماذا عن الأخضر وانكساراته معك وغيرك؟!!
لماذا أبعدك المسؤولون في الهلال عن تشكيلة فريقك الرئيسية؟!.. سؤال إن أجبت عليه ستعرف أنك لم تعد ياسر القحطاني!.. ذلك الهداف القناص الذي تخافه دفاعات الفرق الأخرى!