القرعة الأوروبية تحمل الأمل للأندية الإيطالية

أليساندرو دي كالو

TT

إبراهيموفيتش ضد فان بيرسي، وكافاني يواجه دروغبا. لقد وضعت قرعة دوري أبطال أوروبا العروض الرائعة والحماس بين يدي مدينة لندن التي يمتلك فريقا الميلان ونابولي فرصة جيدة في تخطي عقبة نادييها تشيلسي والآرسنال. ونظريا، يعتبر الإنتر أقوى من مارسيليا الفرنسي الذي يواجهه في دور الـ16. فهل كان يمكن أن تنتظر الأندية الإيطالية ما هو أفضل من هذه القرعة؟ لقد سارت الأمور بأفضل ما يمكن، وأبعدت برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ وزينيت الذي يدربه سباليتي عن مسار أندية إيطاليا. ولنتذكر معا أن الفرق الإيطالية بدأت من وضع سيئ بعد تغيير تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للأندية. وقد خرج فريق أودينيزي من دوري الأبطال على يد الآرسنال الذي سيواجه الميلان في المرحلة المقبلة. ويتبقى الفرسان الثلاثة الذين كانوا يبدون أكثر ضعفا وأقل فرصة أمام أندية برشلونة وريال مدريد والأندية الإنجليزية.

ونحن لا نعلم بالطبع كيف ستنتهي مغامرة الفرق الإيطالية في دوري الأبطال، لكن المؤكد أن الميلان والإنتر ونابولي نجحت في إثبات الذات والبقاء، بينما خرج ناديا مدينة مانشستر من دور المجموعات إلى جانب فرق بورتو وأياكس وبروسيا دورتموند وفالنسيا وبعض الفرق الكبرى الأخرى. ومع انتهاء دور المجموعات في دوري الأبطال والدوري الأوروبي أثبتت كرة القدم الإيطالية تفوقها، على الأقل في ما يخص عدد الأندية المتأهلة، مقارنة بالأندية الإسبانية والإنجليزية التي تقل بمعدل ناد واحد مقارنة بإيطاليا (التي نجح نادياها أودينيزي ولاتسيو في تجاوز دور المجموعات بالدوري الأوروبي).

والجميل في الأمر هو أن الأندية الإيطالية الخمسة لديها فرصة في الفوز وإكمال المسيرة الأوروبية. فلن يواجه أي منها مهمة يستحيل تنفيذها. ويبدو وكأن قرنا من الزمان قد مر منذ موسم 2009/2008 عندما نجحت أندية تشيلسي ومانشستر يونايتد والآرسنال في اكتساح اليوفي والإنتر وروما وإخراجها من البطولات الأوروبية. وهو نفس ما حدث في الموسم السابق له الذي خرج فيه الميلان والإنتر على يدي الآرسنال وليفربول في دور الـ16 وخرج فريق روما على يد مانشستر يونايتد في دور الثمانية. وقد كنا حينها ننظر إلى إنجلترا وأنديتها وكأنها على سفح جبل عال نقف نحن في أسفله.

لقد تغيرت الأمور وعدلت الأندية الإيطالية من مسارها وهبط مستوى الأندية الأخرى. وحدد إنجاز فريق نابولي في دور المجموعات مؤشرات ميزان القوى الجديد في كرة القدم الأوروبية. وشاءت القرعة أن يكون نابولي صاحب أصعب مهمة في دور الـ16، حيث يواجه تشيلسي الذي يمتلك فرصة أكبر بعض الشيء، لكن فريق نابولي يجيد التعامل مع المباريات الكبيرة ويرتفع مستواه خلالها وقادر على النجاح في تخطي عقبة تشيلسي. ورغم وجود فان بيرسي بمستواه الرائع فإن فريق الأرسنال فقد فابريغاس ونصري، ويبدو الميلان نظريا هو الأوفر حظا عندما يواجه الفريق الإنجليزي. ولا شك أن مواجهة مدربي الفريقين أليغري وفينغر ستكون اختبارا صعبا لكليهما.

ويعتبر الإنتر هو صاحب المهمة الأسهل رغم أن مواجهة الفرق التي يدربها ديشامب عادة ما تكون عسيرة (ويعرف رانييري ذلك جيدا). فقد تأهل مارسيليا في الدقيقة الأخيرة ولا ينبغي التقليل من شأنه أو الاستهتار به. وستكون لعودة مايكون وشنايدر ومشاركة فورلان وانضمام بعض اللاعبين الجدد في سوق الانتقالات أثر بالغ يمكنه من صناعة الفارق لصالح الإنتر. ولا شك أن اللياقة البدنية ستلعب هي الأخرى دورا حاسما. وفي النهاية نؤكد أن اعتزاز الفرق الإيطالية بتاريخها ودفاعها عنه كان عنصرا حاسما في إيقاظها من سباتها، ولا ينبغي أن نفقد هذا الشعور خلال الفترة القادمة في البطولتين الأوروبيتين. فالكثير من الأمور قد تتغير من الآن وحتى شهر فبراير (شباط) القادم.