توماس دول.. وثقافة «البنادول»!

هيا الغامدي

TT

لا أدري لماذا أصبحت لغة الخطاب الأزرق مليئة بالمتناقضات والازدواجية مخبرا ومظهرا؟! ففي الوقت الذي يشدد فيه الهلاليون على تمسكهم بتفعيل أسلوب «ثقافة البنادول» بالإبقاء على خدمات مدربهم الألماني «توماس دول» رغم عدم قناعتهم الداخلية به كمدرب «ثقة» بقادم الاستحقاقات، تجدهم يبحثون فيما وراء الكواليس عن مدرب آخر أكثر إقناعا وإفادة، مدرب قريب الشبه بضالتهم الذاهبة غربا قرب المحيطات حيث «المغرب». إنه «غيريتس» الذي بنى مع الفريق مملكة تفاهم وانسجام كأكثر المدربين تحقيقا للنتائج الباهرة! وفي ليلة ظلماء غاب مع خيوط الظلام لاتجاه آخر متخليا عن الفريق، ورغم ذلك ها هم بنو هلال يعاودون الحنين للوقوف على دياره مجددا ولو «بالنية»! فذلك لن يجدي فحتى لو سارت الأمور كما يرام وعاد «ضالة» الهلاليين فلا أعتقد بأنه سينجح، وأنا ضد قناعات «عودة المياه لمجاريها»!! فالماء المسكوب لا يعود بل يتبعثر ويتبخر!! والتجربة والأمثلة ومنها «ديمتري الاتحاد» أثبتت أن «العودة الجديدة» للمدرب السابق وإن كان ناجحا في الماضي «لا تتكرر» لاختلاف ظروف الزمان والعناصر و..، وبالنسبة لغيريتس الذي غادر في الظروف الصعبة باحثا عن مصلحته الشخصية من وجهة نظري يجب أن يكون آخر ما يفكر به الهلاليون فمن الصعوبة بل «الاستحالة» الوثوق بأمثاله، ودائما «الأولات الروابح»!

بالنسبة لدول الذي يكثر من التصريح ويتفلسف أكثر مما يحقق نتائج مبهرة كتلك التي تعودت عليها الجماهير الهلالية فتلك نقطة سلبية بكاريزما المدرب وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها السبب وراء تشتيت ذهنه كمدرب محترف!

و«دول» المدرب الذي لا يزال قليل الجاذبية بالنسبة للمدرج الأزرق شخصية تجيد اختلاق الأعذار بل «التفنن» بها وتطويرها لتخدم وجهة نظره!! و«دول» المتذمر من كثرة انضمام عناصره لمنتخبات الوطن هو لاعب دولي سابق، ولا أعتقد بأن ذهنية كهذه يتغيب عنها معنى أن تكون لاعب ناد وتنضم للمنتخب ومن ثم تعاود الرجوع لناديك! وإن كنت لأجد العذر لتوماس بمسألة عدم الاستقرار على تشكيلة بالتوقيت الزمني الذي يحرج من خلاله كمدرب باختيار العناصر المثالية إما لإصابات أو لغياب بحكم المشاركة الدولية مع المنتخب. وباتجاه آخر ليس مفيدا لـ«دول» جعل الإعلام السعودي «ندا-خصما» له فهو مجرد رقيب ناقل وناقد راصد لعملك يا دول كما هو مع غيرك، وليس هناك من هو أكبر من النقد، خاصة ما يعنى بالمصلحة العامة، وخاصة إذا ما كان المدرب مجرد مسكن «بنادول» وقتي، نتائجه كما الأطعمة السريعة الجاهزة بلا طعم أو لون أو رائحة بالشكل الذي يثير معه حفيظة الآخرين! أتساءل وأنا في حيرة لماذا تتمسك الإدارة الزرقاء بقناعات المكابرة فيما يخص الاستعانة بهذا المدرب بالذات؟! هذا في الوقت الذي تنتظر الفريق عدة استحقاقات ما بين محلية وآسيوية تزداد الحجة معها لمزيد من فرص الانسجام والهارموني والثقة والقناعة.

يقول المدرب في حوار سابق «المهم للمدرب ليس تحقيق البطولات! بل الطريقة والمنهجية والأسلوب والإضافات!!» يا إلهي أما تعلم يا توماس مع أي الفرق أنت؟! أيعقل أنك مجرد مدرب إعداد فقط وإن كنت كذلك فمن يكمل عملك؟! ولا أنسى التساؤل عن «الظروف الطبيعية» التي شدد عليها المدرب والتي تتضمن كإشارة عدم المشاركة مع المنتخبات واستمرارية الركض من دون توقف؟! فهل تلك الأجواء منطقية لتوماس.. أم أنها مجرد جزء من مدينته الفاضلة؟!