قبل أن تتفاقم الأزمة!!

أحمد صادق دياب

TT

البعض يعتقد، ويجزم، وأحيانا يقسم بأن الرياضة السعودية تتراجع عما كانت عليه، وتراه منفعلا وكأنه يدخل إلى معركة مع من أمامه لإثبات صحة ما يقوله، رغم تأكيدك له أنك لا تختلف معه حيال ما يقول واتفاقك معه جملة وتفصيلا، إلا أن اندفاعه لا يمكن إيقافه بمجرد كلمات تحاول أن تقولها.. المشكلة أننا في وسط نتفق فيه جميعا على أن هناك معاناة، وأمامنا «مطبات» لا بد من تجاوزها، ولا يمكن أن ننجح في ذلك، دون أن تتكاتف جهودنا جميعا.. مسؤولا ومهتما ومشجعا، من أجل أن نعيد توجيه السفينة إلى المسار الصحيح.

الرياضة السعودية ليست متأخرة بالمفهوم الدقيق، ولكنها تحتاج إلى إعادة صياغة للعملية التنافسية، فلو أخذنا كرة القدم على أنها اللعبة الأكثر شعبية وحاولنا أن نركز عليها قليلا، لوجدنا أن واحدا من أهم أسباب تراجع المستوى العام هو انحصار المنافسة على مدى سنوات طويلة جدا بين ناديين أو ثلاثة، بينما اكتفت الأندية الأخرى بلعب دور المتفرج. والسبب وراء السبب، كما يمكن أن يقال، وكما يؤكد البعض، هو تفاوت القدرة المالية بين الأندية، حيث أصبح المال العامل المؤثر الأول والأكبر في مدى قدرة الفريق على المنافسة وتحقيق الألقاب.

السؤال الذي يندفع إلى خاطري الآن لو أن الموارد المالية للأندية تطورت وبشكل كبير عما هي عليه، هل سيعني ذلك تطور كرة القدم لدينا؟ منطق مواجه للنظرية الأولى أليس كذلك؟ شخصيا، أجزم أنه ليس بالضرورة أن يكون صحيحا، نحن بالفعل ندور في دائرة مفرغة تعيدنا إلى نقطة البدء التي نحتاج من خلالها إلى مزيد من الدراسات الميدانية حتى نتمكن من فهم المشكلة وتحليلها.

مشكلة كرة القدم السعودية من وجهة نظري تتلخص في نقطتين أساسيتين؛ الأولى: أسلوب الإداري التقليدي في الأندية. والثانية: عدم وجود نظام واضح يحكم العملية الاحترافية في النادي.

فالأولى عبارة عن سلسلة متكررة من الأسماء تلف كدولاب الزمن وتعود من جديد بلا تجديد، بينما أعضاء المجلس يهزون رؤوسهم بالإيجاب في كل مرة «يكح» فيها الرئيس، أو من يدعم الفريق، فأصبحت سياستهم مربوطة تماما بمن يدفع ومستمدة من قدرته على المراوغة. ويذوب أي بعد فكري أو استراتيجي مستقبلي تحت وطأة هذا العامل.

أما الثانية: فالنظام الداخلي للأندية وعلاقتها بلاعبيها المحترفين لا يتمحور حول عدم وجود قانون يحكم العلاقة بين الطرفين غير العقد التقليدي الموحد، ولكن في عدم قدرتها بشكل عام على التحكم في اللاعبين المحترفين وأسلوب التعامل معهم، فأصبح بعض المحترفين يمارسون الكثير من أساليب الابتزاز الواضح لإداراتهم مستغلين الشعبية الجماهيرية التي يتمتعون بها.

أعتقد، وحتى نتمكن من الخروج من الأزمة، علينا أن نعيد التفكير في السياسة الداخلية للأندية، وأن يكون لدينا نظام واضح يمكن أن يحكم العلاقة المتهرئة ما بين المحترف وناديه.