أليغري جاف مثل القصب.. وكونتي أفضل حالا

لويجي جارلاندو

TT

إن التوازنات الحالية لفريقي يوفنتوس والميلان، المتصارعين حاليا على درع الدوري، قد تتغير وتتبدل وفق بعض العوامل، وهي: إرهاق بطولة دوري الأبطال، والتي لا يخوضها يوفنتوس، وسوق الانتقالات، والتي قد تحمل بورييللو هنا وتيفيز هناك، وإنما أيضا هناك عامل لا يقل أهمية والمتعلق برئيس النادي.

بعدما تحرر من مهام الحكومة، بدأ برلسكوني على الفور تكريس ذاته للميلان، ونصح باللعب برأسي حربة، وربينهو صانع ألعاب وبواتينغ في خط الوسط مع سيدورف، وهو «لاعب ذو مهارة أعلى». قد يعني هذا إفساد طريقة اللعب الجميلة لأليغري، كما أن عدم الالتزام الخططي الطبيعي لدى بواتينغ يساعد مهمته كصانع ألعاب غير معتاد، حيث يمنح أماكن وأوقاتا للهجوم، بينما سيكون «معاقا» في وسط الملعب، حيث يتطلب الأمر عقلانية وتنظيما وتفاهما وانسجاما مع رفاقه في هذا الجزء من الملعب. إذا ما وضعنا أيضا الخطوة البطيئة لسيدورف، والمطلوب منه هو الآخر أن يقوم بمهام هجومية، وهكذا يواجه خط الوسط خطر إضعاف الدفاع. كما أن إبراهيموفيتش الذي يتجه ناحية اليسار وبواتينغ إلى اليمين وروبينهو الذي يتحرك باستمرار، قد حفظوا عن ظهر قلب التحركات من أجل فتح المعابر التي يستغلها متخصص التسديد نوتشيرينو بشكل عجيب. لكن مع وجود باتو في منطقة الجزاء وروبينهو صانعا للألعاب قد يكون الأمر مختلفا.

كان برلسكوني، وهو متخصص وضع خطط سابق لفريق إديلنورد، قد أوصى من قبل باللعب برأسي حربة في أول ساعة لأليغري مع الميلان، والذي استغل الانشغال السياسي لرئيس النادي كي يفوز برأسه هو، مثلما فعل «الترزي» زاكيروني في عام 1999. برلسكوني لا يمكن تحمله، فقد تدخل برلسكوني في عام 1999 في الفترة الأخيرة من الموسم مطالبا بتحريك بوبان، لكن هذه المرة فإن رئيس الوزراء السابق حاسم في رسم فريق ميلان الخاص به، ولسان حاله يقول: ألم تطرد رونالدينهو وتركز على لاعبي وسط غير المهاريين؟ لتشرك إبرا وباتو وروبينهو وسيدورف في ضربة واحدة!

في يوفنتوس، يختلف الموقف، فإذا كان برلسكوني يدعم إنزاغي فإن أندريا أنييللي يؤكد على رحيل ديل بييرو أمام مساهمي النادي للتخفيف من ضغوط الجماهير العاشقة لأيقونة الفريق. ليس هذا فحسب، يتفادى رئيس نادي يوفنتوس أي اقتراحات خططية لكنه يدعم بقوة لاختيارات كونتي، فالاثنان يمثلان شيئا واحدا، وفي الأيام الماضية تقاسما معاناة ترشيح ديل بييرو والذي كان يستعيد ثقة الجماهير. إذن، هل يتعين على أنصار الميلان القلق بشأن عامل رئيس النادي؟

يبدو أليغري طويل القامة وجافا مثل القصب، لكنه مزروع في الأرض مثل قائم حديدي، ويجيد الحفاظ على منصبه، ويظهر ذلك أيضا في مفاوضات تجديد عقده. حيث يبتسم ويتوارى، مثلما فعل في التقديم الصامت في ميلانييللو، لكنه فعل بعدها ما يراه هو. سيجيد أليغري إدارة صحوة برلسكوني مثلما فعل مع تلك الخاصة ملياراردو، فهو أحد العوامل الأولى في انتصارات الميلان. مثل كونتي مع يوفنتوس.