مبارزة حتى النهاية

أريغو ساكي

TT

هناك فترة توقف للدوري من أجل الاحتفال بعيد الميلاد، وهو بالفعل وقت التوازنات والتقييمات. هل سنستنشق هواء جديدا في دوري الدرجة الأولى؟ للأسف إيطاليا بلد يبذل مجهودا في أي طموح يسعى إليه من أجل تحقيق التطور وتجديد نفسه. إن الحالة القديمة التي عفى عليها الزمن لكل الملاعب تقريبا تعد بمثابة صورة من الركود والتخلف. كما أن عدم القدرة على التخطيط من جانب العديد من المسؤولين يبدو وكأنه تقريبا قاعدة مثل أفعال العنف والفوضى التي تحدث كل يوم أحد في العديد من الملاعب الإيطالية، حتى وإن كانت دائما أقل ازدحاما. وأمام التنظيم والتخطيط، تمت بالفعل إقالة مدربين جدد في دوري الدرجة الأولى رغم أن العديد من الأندية تتمتع بالتوازنات بشكل جيد. لذلك، تحت منظور كل هذه الجوانب فهناك القليل للغاية من الأخبار الجديدة والتحسينات.

لكن رغم كل ذلك، هناك شيء يتحرك إلى أعلى حتى وإن كان الأساس ثابتا. يفتتح يوفنتوس استادا جديدا وحديثا يمتلكه النادي ويكافئه الجماهير والفريق على هذا الأمر بكل طاقاتهم المبذولة وبالمركز الأول في ترتيب الدوري. ويعتبر اليوفي أفضل فريق جماعي في الدوري، حيث يلعب كرة قدم مستمرة وسخية ومثيرة، ويحاول دائما أن يسيطر على اللعبة من خلال الأفكار والتنظيم والمعرفة الجماعية. لقد منح أنطونيو كونتي لاعبيه فكر اللعب الجيد والشخصية والعقلية، واتبع اللاعبون تلك الأمور بحماس شديد ورغبة قوية. ولا يزال كل اللاعبين في تحسن مستمر وسيكون هو الفريق البطل حتى النهاية حتى وإن كان لديه القليل من المهارات الفردية الحاسمة مثل الميلان والإنتر وغيرهما. وربما صفقة شراء مهاجم ذي مهارة تؤثر بشكل ملموس وحقيقي أكثر لتحقيق إنجاز عما قد يفعله لاعبو الفريق معا، حيث إن الميلان يستغل كل خبرات النادي والمهارات المذهلة لبعض أصحاب القدرات الفردية (مثل إبراهيموفيتش وروبينهو وباتو وتياغو سيلفا والأبطال القدامى مثل سيدورف ونيستا وفان بوميل) والعمل الجيد والذكاء الذي يتمتع به أليغري مدرب الميلان. غير أن هؤلاء العازفين المنفردين هم مميزات رائعة للفريق وأيضا يمثلون عائقا لكرة القدم الأكثر تواصلا وجماعية وتناغما. إن القيمة الفنية ملحوظة لكن اللعبة لا تُسحر دائما، لكن في إيطاليا دائما تقريبا ما يفوز الفريق بالمهارات الفردية، ومن أجل ذلك فإن هذا الأمر هو المفضل للجميع حتى وإن كانت هناك ضرورة لدخول بعض اللاعبين الشباب الأكثر تفاعلية وإنتاجية في كرة القدم الحديثة (نوتشيرينو).

إن فريق أودينيزي حتى هذه اللحظة يعتبر القوة الثالثة بإحرازه حتى الآن المركز الثالث في الترتيب. وهي جائزة مناسبة وجيدة لناد كبير ولجو عام هادئ وإيجابي. ويمتلك غويدولين مدرب أودينيزي أفكارا واضحة، ويدرك تماما كيفية تنفيذها وتحويلها إلى الأفضل. ورغم أن الفريق تم حرمانه من خدمات الكولومبي زاباتا والسويسري إنلر وسانشيز، فإنه لم يفقد المميزات التي تقوم على أساسها كرة القدم ذات الطابع الإيطالي، غير أنه تحول رائع للغاية. إن السرعة والإيقاع وروح الفريق والإصرار على المحاولة والعبقري دي ناتالي قائد أودينيزي هي البطاقات الفائزة للفريق. ولا يزال يقدم لاتسيو بقيادة إيدي رييا وبرئاسة كلاوديو لوتيتو دوريا طيبا وكرة قدم جيدة. ولا يزال الإنتر يستعيد النقاط بفضل مهاراته الفردية، غير أن اللعبة صعبة على هذا المنوال، فالفريق لا يتحرك من دون الكرة، كما أنه في الوقت نفسه بعيد عن أفكار كرة القدم الكاملة. ويشارك فريق نابولي في بطولة دوري أبطال أوروبا، وأداؤه في إيطاليا متغير، واعتقاده مثل اعتقاد فريق أودينيزي حتى وإن صاحبه مزيد من المهارات الفردية، لكنه حاليا أقل نضارة.

وظاهرة فريق روما باتت مثيرة للاهتمام، فبعد الفوز المذهل على فريق بولونيا، فتح الفريق آمالا جديدة أمام جماهيره الصابرة ومنظورات جديدة أيضا في كرة القدم الإيطالية والتي تمتاز بمزيد من الهجومية والاستمتاع والمرح والكمال. ويمكننا القول إن شيئا ما يمكن أن يتحرك إلى الأمام، لكن ما نفتقده هو بذل المجهود.