لماذا لا يعتبر اللاعب الخليجي مواطنا؟

موفق النويصر

TT

فتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدعوته قادة دول الخليج العربي إلى تحويل «مجلس التعاون» إلى «اتحاد»، آفاقا جديدة من التعاون الخليجي في شتى المناحي؛ ومن ضمنها الشأن الرياضي.

ولعل التجربة الأوروبية القائمة حاليا بين دول الاتحاد الأوروبي، رغم اختلاف اللغة والثقافة، تكاد تكون مفصلة بالمقاس على دول الخليج العربي، ذات المشترك اللغوي والثقافي الواحد، باعتماد اللاعب الخليجي كلاعب مواطن وليس محترفا أجنبيا، وبالتالي، يمكن انتقاله من نادي أي دولة خليجية إلى أخرى بكل يسر وسهولة، وفق اعتبارات مؤطرة لها، ليس من بينها اعتباره لاعبا أجنبيا.

ومن شأن هذه الخطوة أن تعمل على تكامل الأندية الخليجية بما تحتاجه من لاعبين وإداريين ومدربين، كونها تمنح الأندية مساحة أكبر في سبيل بحثها عن لاعبين مميزين، بالإضافة إلى منحها اللاعب نفسه فرصة البروز والتألق المستمر، لتعدد خياراته مع الأندية القادرة على دفع مبالغ مالية مجزية توازي عطاءاته، وكذلك بعيدا عن حساسيات الانتقال للأندية المنافسة.

وما يؤكد ذلك، نجاح هذه التجربة وتميزها في الدوريات الأوروبية المختلفة، ولعل ما هو معمول به في الدوري الإنجليزي خير مثال على ذلك، فها هو فريق آرسنال الإنجليزي الذي يضم بين صفوفه 31 لاعبا؛ منهم 5 بريطانيين، و7 من خارج القارة الأوروبية، وهم: بارك تشو يونغ (كوري جنوبي)، وآندريه سانتوس (برازيلي)، وأليكس سونغ (كاميروني)، وإيمانويل فريمبونغ (غاني)، ومروان الشماخ (مغربي)، وريو ماياشي (ياباني)، و18 أوروبيا هم: مانويل المونيا (إسباني)، ابوديابي (فرنسي)، وبكاري سانيا (فرنسي)، وبير ميرتساكر (ألماني)، وتوماس فيرمالين (بلجيكي)، ولوران كوسيلني (فرنسي)، وتوماس روسيكي (تشيكي)، وميكيل ارتيتا (إسباني)، وروبن فان بيرسي (هولندي)، وسيباستيان سكيلاتشي (فرنسي)، ويوهان دجورو (سويسري)، ولوكاش فابيانسكي (بولندي)، وآندريه ارشافين (روسي)، وفيتومانوني (إيطالي)، وكارل جينكينسون (فنلندي)، وجيرفينهو (إيطالي)، ويوسي بنايون (إسرائيلي -المعار من نادي تشيلسي).

وقس على ذلك الدوريات الأخرى كالإسبانية والألمانية والإيطالية والهولندية، التي تتعامل مع اللاعب من خارج القارة الأوروبية على أساس أنه محترف أجنبي، أما اللاعب الأوروبي فيتم التعامل معه باعتباره لاعبا مواطنا، وهو ما يجعل هذه الدوريات تحظى باهتمام ومتابعة من مختلف المشاهدين، سواء من أبناء القارة العجوز أو من خارجها.

في ظني أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، خاصة وان مجلس التعاون الخليجي قد مضى على تأسيسه أكثر من 32 عاما، ولكن بحسب الحكمة القائلة (أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي)، قد تكون الفرصة مواتية الآن لانتقال الشأن الرياضي (خليجيا) من مرحلة التنافس إلى التكامل، كما أنها قد تفتح الباب مستقبلا لإمكانية وجود منتخب خليجي موحد في بعض المشاركات العالمية، على أن تكون المشاركة في البطولات القارية بالمنتخبات الأساسية.. فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه اللاعب الخليجي يتم التعامل معه كلاعب مواطن؟ سؤال ننتظر الإجابة عليه في قادم الأيام.

[email protected]