خيانة..!

عادل عصام الدين

TT

نشرت مجلة «عالم الشرق الأوسط الرياضي» وهي المجلة الجميلة التي توزع كل يوم خميس مع «جريدة العرب الدولية» تحقيقا عن أكثر اللاعبين غرورا في عالم كرة القدم، وقد ضمت قائمة 15 لاعبا مميزا؛ بلانكو، وسمير نصري، بنتلي، ودروغبا، وبندتنر، وبارتون، وبيلامي، وأديبايور، وكينغ، وروني، وآشلي كول، وصامويل إيتو، وكريستيانو رونالدو، وويليام غالاس، وحاج ضيوف.

وقد احتل اللاعب الأفريقي الشهير المركز الأول كأكثر النجوم غرورا، ولفت انتباهي أن القائمة ضمت لاعبين عاديين مقارنة ببعض الأسماء الكبيرة، في مقدمتهم النجم الشهير كريستيانو رونالدو.

والحقيقة أن كل ملاعب الدنيا لا تخلو من هذه النوعية من النجوم «المكروهين»، ولا شك أن في الملاعب السعودية من يمكن أن نقول إنهم من النجوم غير المحبوبين، على الرغم من مستوياتهم الفنية العالية، وما أسوأ أن يزعج النجم محبيه والمهتمين بمسيرته ونجاحاته بسلوكيات تسيء إليه.

وقد لفت انتباهي من ضمن القائمة اسم النجم الكاميروني إيتو، وهذا النجم الأفريقي الذي يعد أحد أفضل 5 «أفارقة» في تاريخ القارة السمراء، وأحد أفضل من نجحوا في أوروبا، وأحد القلائل الذين نجحوا في كل الأندية التي لعبوا لها.. لا أبالغ إن قلت إنه قد يأتي «الأسوأ» على صعيد.. التعامل.

قرأت قبل أيام أن إيتو قاد مجموعة من زملائه نجوم منتخب الكاميرون للتمرد على منتخب بلاده، واتخاذ قرار بعدم اللعب للمنتخب، والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي نقرأ فيها شيئا من هذا القبيل، وسبق لهذا الهداف الفذ أن رفض اللعب أو بالأحرى، تهرب من اللعب، لمنتخب بلاده.

أما في هذه المرة؛ فإن إيتو لم يكتفِ برفض اللعب، بل سعى للتمرد الجماعي وقاد زملاءه لهذا القرار الذي يسيء كثيرا لنجوميته.

ترى هل بلغ حب «المال» حد رفض اللعب للبلد الذي احتضنه ورعى وقدم هذا النجم وغيره من المتمردين.. الأنانيين؟!

أليس من المفروض أن يلعب النجم (أي نجم كان) لصالح بلاده من دون مقابل؟! ألا يكفي هذا النجم أن كل الأموال التي يحصل عليها من النادي ومن الاستثمار إنما جاءت عن طريق بلاده؟!

أستغرب كثيرا.. حتى ممن يكتبون في صحافتنا عندما يطالبون بضرورة تشجيع اللاعبين بالأموال. ثمة من قارن بين أداء اللاعبين في الأندية والمنتخب، وربط ذلك بـ«المال». إن هروب اللاعب من منتخب بلاده، أيا كان وزن اللاعب، وأيا كانت قيمة «قدميه»، وقيمة «التأمين»، ليس أنانية فحسب.. بل خيانة. وفي ظني أن النجم لا يجب أن يلعب لمنتخب بلاده بـ«المقابل». ويكفيه فخرا وشرفا ارتداء «القميص».

ولكي لا تكون «الدول» تحت رحمة هؤلاء «الأنانيين»، يجب أن يكون للاتحاد الدولي لكرة القدم موقف في هذا السياق. وأقل ما يمكن فعله منع النجم من تمثيل ناديه إن رفض اللعب لمنتخب بلاده «بلا مقابل».

[email protected]