الآباتشي تيفيز.. قناص في منطقة الجزاء

أندريا سكيانكي

TT

المهارة الأولى لكارلوس تيفيز هي الدقة؛ حيث يصوب نحو الهدف، ويضغط على الزناد، وكثيرا ما يصيب. لا يسجل دائما، وإلا لصار من كوكب آخر، لكنه يضع الكرة بين الـ3 خشبات، فمن يفكر في ذلك بعدها هو حارس المرمى لو نجح في تشتيتها أو صدها. إنه لا يتراجع عن واجبه؛ فهو مهاجم، وهو أحد من يترددون على منطقة جزاء الخصوم بنفس الروح التي كانت لدى رعاة البقر، أمام الصالون، في منتصف النهار تقريبا، فهو لا يكون غير مستعد أبدا، والضربة دائما جاهزة للتصويب.

هناك في القلب: تساعد الأرقام على اكتشاف وتأكيد مهارات المهاجم الأرجنتيني، ولنأخذ الموسم الماضي مثالا (فقد شارك في مباريات قليلة من الموسم الحالي)، حينما شارك في 31 مباراة بقميص مانشستر سيتي، وكان معدل تسديد تيفيز في المرمى 1.48 وخارج المرمى 1.29 في المباراة الواحدة، وفي المجمل سجل 21 هدفا، كما أن النسبة التهديفية جديرة بالاهتمام وهي 45%. مع ملاحظة أن معظم ما قام به كارلوس كان داخل منطقة الجزاء؛ فمعدل تسديد الكرة من منطقة الجزاء في كل مباراة هو 2.45، بينما معدل التسديد من بعيد هو 1.23 في المباراة الواحدة. إن الدقة ملحوظة بالنسبة للاعب يجد نفسه دائما تحت ضغط ورقابة وإعاقة بشتى الطرق من لاعبي الخصم، فمن إجمالي محاولات اللاعب الأرجنتيني هناك 53% من التسديدات تنتهي في الشباك.

مناطق التدخل: من المثير للاهتمام أيضا تحليل طريقة لعب تيفيز، كما أنه، إذا ما لاحظنا أداءه في كل مباراة، تتأكد معلومة ما، فنحن بصدد الحديث عن مهاجم يعشق التحرك، خاصة في نصف ملعب الخصم، بين الخطوط مثلما يقال اليوم، أي في تلك المنطقة الهادئة التي تكون مميتة بالنسبة للمدافعين ولاعبي الوسط، فهل يتعين أن أراقبه أنا أم تأخذه أنت؟ كارلوس قادر على الوجود في تلك المنطقة، وغالبا ما يتجه إلى الناحية اليسرى، ومن هناك يبدأ بعدها الهجمة بالقدم اليمنى. في الواقع، مناورته تعتبر انعكاسا يهدف إلى الوصول سريعا بالقرب من منطقة جزاء الخصم، وكل شيء ينتهي بالتسديد، فالكرات الحريرية يلعبها تيفيز قليلا بمعدل 0.84 في المباراة الواحدة وليس رجل الكرات العرضية الفذ التي ينفذها تيفيز بمعدل 1.16 في المباراة. وليس هو من متخصصي المراوغة (فهو يحاول فعلها 4 مرات تقريبا في المباراة، وينجح في نصفها). إن تيفيز مهاجم يعتمد على المضمون بشكل خاص؛ حيث القليل من الجماليات والكثير من الإنتاج.

لا يستسلم أبدا: لكن هناك ما يثير الفضول، وهو أن تيفيز يرتكب أخطاء كثيرة قدر ما يتعرض لها، وسوف تقولون إنه شيء غريب إذا كنا بصدد الحديث عن مهاجم، ويذكر أنه في الموسم الماضي ارتكب 43 خطأ مقابل 43 أخرى تعرض لها. ويبلغ معدل ارتكابه للأخطاء في المباراة الواحدة 1.39 مرة. كما أنه منتبه جدا لعدم الوقوع في مصيدة التسلل، ومعدل ضئيل جدا وهو 0.97 في المباراة الواحدة. أيضا من ناحية الالتزام فإنه في المعدل الطبيعي، فقد حصل على 6 إنذارات في 31 مباراة وهو معدل منخفض نسبيا، غير أن هذا لا ينفي عن كارلوس كونه من النوع سريع الغضب، لكن ليس مع الحكام. لكن من يتعين عليهم القلق هم زملاؤه، وأكثر منهم كثيرا، بوجه خاص، المدربون.