فرجت وكنت أظنها لا تفرج!

هيا الغامدي

TT

رغم المسافة البيولوجية الفاصلة دوريا حاليا بين الهلال والاتحاد في بطولة المحترفين السعودية ودخول منافسين جدد على غير المعتاد بين هذين الكبيرين اللذين كانت مقصلة الإقصاء ومشنقة الخواء قريبة من أحدهما، فالتسريح المريح كان المصير المنتظر لكبش الفداء على جانبي الضفة المحيطة!

فالاتحاديون يعدون أخطاء «الرئيس»، بينما يجهز الهلاليون البديل الاستراتيجي لمدربهم «دول» ويعملون من وراء الستار على ذلك. لقاء الثنائي التنافسي حد الدقائق مع الثواني، وشهد انفراج أزمة الإقصاء المنتظرة للمغضوب عليهم من الجانبين وبالذات على الجانب «الأزرق» فنيا، والذي أصبح يشكل مع الإعلام عامل صداع مزمن ومتبادل، وجبهة قتال غير محدودة، أخشى أن يبقى تركيز الألماني منصبا على الرد على تلك الجبهة ومواجهتها بالتصريحات تارة والمرافعة الشفهية ضد قضايا الرأي العام «الأزرق» فنيا أيضا!!

على الضفة المقابلة يبدو أن «كيك» الاتحاد مقبل على إحداث نقلة نوعية وكمية بمسيرة الأصفر الحالية القابعة بثنايا المعمعة «الخماسية» دوريا أيضا!! اتضح ذلك في القراءة «المجودة» للخصوم والتي بانت أساريرها مع البداية واختراق ما وراء الأكمة الزرقاء، «فالكيك» المحضر والمعد مسبقا ذهنية فنية جاهزة للتناول قادرة على انتشال العميد من عثراته، والوصول لأبعد ثقافة يجيدها اتحاد جدة، كما يجيد سكانها اختراق الأمواج والغوص بأعماق البحار، قمة الجبل بعيدة. يدرك ذلك الاتحاديون لكنهم يؤمنون بأن كرة الثلج المستديرة بإمكانها صعود الجبل بالاتجاه المعاكس من أسفل لأعلى؟! هم يعتقدون بقانون الجاذبية العكسية ويؤكدون على صحة جزائيتهم المزعومة ليجعلوا من فريقهم المتضرر الأكبر من خطة الحكم المجري المستورد «فيكتور كاساي» المحكمة القادمة لتستهدف الأصفر بسهامها الغادرة، هم يعتقدون ذلك ليجعلوا أصفرهم ينزف دما بدل النقاط، متناسين نظرية الدم الفاسد التي يتخذها الجراح ذريعة ليتجاوز بها الألم! يصدقون ما يعتقدون صحته وفي ذلك تصديق واضح على استراتيجية الجهد الضائع ضمن استثنائيات يقولون ما لا يفعلون.

التعادل في قمة الكلاسيكو الكبير بين الهلال والاتحاد أسس مفاهيم جديدة للمفهوم الراسخ برائعة الإمام الشافعي: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج! ذاك لسان حال كل من دول ورئيس الاتحاد، وكلاهما مستقبله الحالي مع فريقه عطفا على المخرجات يغلي على تنور ساخن، في شتاء رمادي تملأه الإقصاءات الفنية والإدارية بالأصقاع المجاورة مع بقاء دائرة الجدل حولهما تعززها صيحات الاستهجان هنا وهناك.

الهلال لا يظهر إلا أمام الفرق الكبيرة ومن أعظم من الاتحاد منافسا في استخدام الأوتوجينيك المستمرة. وأخيرا لا أعلم مدى استمرارية أسارير «الفرج» على جانبي الجدل الدائر بالاتحاد والهلال؟! فباقي اللقاءات الزرقاء ليست سوى أجراس إنذار نهائية لمعركة الصبر «ال دول ية» شريطة إخراج المسألة من حيز الوسوسة القهرية وزيادة جرعة الثقة التي تشدد عليها جهة الضبط والربط بالفريق العاصمي.

مدرج الهلال في أزمة خانقة مع معتقد التعنصر المزمن ضد ما يعتقد أنه مواطن من الدرجة الثانية يزداد الاعتقاد رسوخا لدى فئة الجهال والمراهقين فيمارسون الخطيئة لفظا أمام مرأى ومسمع الطابور الخامس ومصيدة الجرذان تستثني الأرانب الكبيرة، لجنة الانضباط على المحك وموعد جديد مع الناقمين والحانقين ومستصغري البشر!!