عام السقوط الرياضي المؤلم!

مساعد العصيمي

TT

ها نحن نودع سنة 2011 التي حق أن نسميها الكبيسة التعيسة للكرة السعودية.. كيف لا.. وهي قد عرفت إخفاقا وتراجعا لم تبلغه طوال تاريخها.. المنجزات.. التطلعات.. لا شيء.. الخيبات كثيرة.. سخنت أجواءنا وجففت حلوقنا رغم أن رياضات أخرى هبت علينا بنسمة أرادت أن تمسح جباهنا وسط الخيبة الكروية.. لكنها لم تقو.. أراد آل سعيد بمسدسه أن يفعل ذلك.. وحاول فريق مضر لكرة اليد ونجوم ألعاب القوى والفروسية.. لكن الأمر عاد إلى ما كان عليه غصة ملتهبة مؤلمة حين أي حركة لإخراجها، وعليه بقيت رغما عنا ونحمد الله أنها لم تسد النحر كاملا.. وسط ترديدنا لعبارات الشكر لأولئك المبدعين بقدراتهم هم.. لا قدرات اللجنة الأولمبية!

هذه السنة الكبيسة لم تأتنا من باب الحظ السيئ.. ولا لأن شيئا عصف بنا فأخل بموازيننا.. بل هي نتاج متراكم لأكثر من عقد من القرارات والإخفاقات والتعالي على العمل المطلوب.. أكثر من عقد عرف قراءات خاطئة وتوجهات فردية لم تركن إلى آراء متخصصة.. وكان النتاج أن 2011 هو عام السقوط الرياضي المؤلم.

هل نقف إزاءه ونلطم على ما نحن فيه.. ما أقرأه الآن يشير إلى ذلك من حيث إن هول الصدمة سيفضي إلى تغييرات في الأفراد فقط.. لكن ماذا عن العقليات وكيفية الإدارة.. والعمل الرزين.. أين حظها من التغيير.. التغيير حري بأن يطال الفكر والتوجه لا الأفراد فقط.. يطال المنهجيات الخاطئة التي أعيت رياضة السعودية.. قد لا يكون الأمر مقتصرا على كرة القدم فقط.. بل منهجية رياضية سعودية.. وعليه فلا مناص الآن من مؤتمر عام لأجل الرياضة، حوار وطني رياضي يتبناه ويفعله الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.. لنقف فيه عند رياضتنا.. كيف نساعدها.. كيف نرتقي بها.. كيف نعيد تأسيسها.. ومن ثم كيف ننتشلها من بيروقراطية اللجنة الأولمبية والآلية البديلة للاتحادات.. كيف نفعلها.. من هم الجديرون بقيادتها وإدارة اتحاداتها.. هل نحتاج إلى الخبراء.. وكيف نتعامل معهم.. وماذا عن خبرائنا.. هل نستمر في تغييبهم أو نشاورهم ثم نتجاهلهم كما فعلنا مع نخبة لجنة التطوير؟!

حوار وطني جاد متماسك لا تذهب قراراته إلى الأدراج، ومن ثم تغيب.. نلغي من حيثياته كل المسكنات الوقتية.. بل تفعل توصياته، يبدأ العمل بها.. قراراته ملزمة لوزارة التربية والتعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وكل من له علاقة برياضة الوطن.

منتهى القول: إن 2012 قد أطل بوجهه.. نريده سعيدا لا كئيبا لرياضتنا.. علينا أن نعمل منذ الآن لنقرأ بواكيره نستفيد من اخطائنا.. نعمل لأجل بلدنا.. نريد أن نراه الأفضل. لحظة.. قد أكون تجاوزت نقطة هامة.. لن أغفلها قبل أن أختم.. إذا أردنا نجاحا علينا أن لا نكابر ونركب رؤوسنا.. وفي ذلك الأهم.. أن نتخلى عن أولئك المطأطئين.. الموافقين دائما.. أو المتكسبين حين أي فرصة الذين يصورون أي نقد على أنه «......»!! إذا بدأنا بذلك أجزم أن بإمكاننا أن سنستعيد رياضتنا كلها ومعها كرتنا.

[email protected]