اسألوه؟!

مساعد العصيمي

TT

في كرة القدم السعودية.. لا حديث اليوم يعلو على حديث محمد الدعيع.. وحتى وإن كان هناك من أمر كروي آخر أراد أن يكون له موقع في الحدث فإنه سرعان ما يتوارى.. حتى وإن كان متعلقا بكلاسيكو الكرة السعودية بين الشباب والهلال مساء البارحة.

في يوم تكريمه الشخصي قبل أيام.. طفقت أتساءل: هل حقا نحن أوفياء مع نجومنا.. ولم أتجاوز هذه الخاطرة.. حتى همس حمود الغبيني نائب المدير العام لشركة «موبايلي» بأذني.. قائلا.. هل هناك من يستحق خلال زمننا الجاري أكثر من الدعيع أن تقام له الاحتفالات.. وتحضر له أرقى وأكبر الفرق في أوروبا.. كان يجيب على تساؤلي دون أن يدرك ما جد بخاطري.. نعم.. فسيد كرة السعودية عبر تاريخها يودعها.. وأي وداع هو.. وداع المنجز والتفوق.. والقيمة العالية.. وداع المبدع المتفاني الذي أضفى كل الألق على حراسة المرمى.

ألا يكفي أن يكون الدعيع كما قال عبد الله العجلان عبر مقال سابق.. أنه هو من يصنع الإنجاز ويترك للآخرين المشاركة فيه.. هو من فعل ذلك في كأس العالم.. وإنجازات الأخضر وناديه.. كأن الأسد الذي يحمي العرين.. ولم يكن يضيره أن تنسب أفضل الصفات للآخرين.. يكفيه أنه هو من صنعها.. واسألوا علي دائي نجم إيران الكبير.. حينما قال بعد النهائي الآسيوي الكبير عام 96 الذي كسبه السعودي من أمام بلاده.. قال ردا على أسباب الخسارة: «اسألوا الدعيع».. ونحن نقول بل اسألوا التاريخ الكروي.. من أعاد تقييمه من خلال إبداعه.

هل أزيد عن هذا المتمكن.. ليس بمقدوري أن أضيف على عشرات الصفحات والقنوات التي تبارت خلال هذا الأسبوع؛ كلٌ يدلي بدلوه عن هذا النجم الكبير.. لكن ما جد بخاطري اليوم أننا إزاء رقم صعب.. كيف لنا أن نعوضه.. كيف لنا أن نعيد فضائله.. لكن قد لا نستطيع فعل ذلك.. ليس إلا.. إننا لم نتعود أن نعيد صياغة مكتسباتنا الكبيرة من حيث كيف نستفيد منها بعد اعتزالها.. فقط مهمتنا أن نكرمهم.. ثم ننساهم.. أوليس جديرا أن نتخلى عن هذه العادة السيئة.. هل نصرخ بإدارة المنتخب.. لنقول لهم ساهموا بإنقاذ تراجع الحراسة السعودية بعد الدعيع بالاستعانة بالدعيع نفسه باكتشاف مميزين لها.. هل تفعلون ذلك.. من مثله جدير بأن يكون الآن مع الأخضر الكبير يعين حراسه.. لكن يبدو أن لا الأخضر الكبير ولا الصغير يريدون ذلك.. هم يفضلون الأجنبي.. وليس لنا إلا أن نودع الدعيع.. لكي ننساه.. فهل نفعل ذلك.. الأكيد أننا لن نستطيع لأن إنجازات كبرى هو فاعلها الرئيس.. بلا شك ستطل علينا لتذكرنا به.. حتى لو تناسته كرة بلاده.

[email protected]