محمد الدعيع.. تاريخ لا ينسى

فواز القبلان

TT

ليس من اليسير أن تكتب عن المبدعين.. خصوصا أولئك الذين تركوا أثرا لافتا عنوانه التفوق وبلوغ المراتب العليا في مجالهم.

هنا أتذكر بكثير من الفخر مسيرة عمر جمعتني بصديقي وزميلي في فريق الطائي محمد الدعيع وقبلها مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية بحائل.. خلالها كانت سمات النبوغ والتفوق ظاهرة على هذا النجم المبدع.. لم يكن متعجلا النجومية.. بل إنه انتظرها حتى أتت منقادة إليه.. ليضيف عليها من الألق والتفوق الشيء الكثير.

في حائل وعبر الطائي وعبر شخصيات كبيرة كراشد المطير، رحمه الله، وخالد العجلان وفرج الطلال وأخيه عبد الله، أدرك الجميع أن مستقبلا كبيرا ينتظر ذلك اليافع الذي قاد الكرة السعودية لتحقيق كأس العالم للناشئين، وهو بعدُ لم يبلغ السابعة عشرة من عمره.. كيف لا وهو القادم من مدرسة آل الدعيع المتفوقة رياضيا؟.. لكن كان لكل مدرسة فارسها الأول، فلم يكن غريبا أن يكون محمد من فعل ذلك.. ومن أمام من؟.. من أمام حارس مرمى السعودية الأول شقيقه عبد الله.

لا أريد أن أسرد تاريخا عن هذا النجم، الكل يدركه.. لكن ما حضر إلى خاطري هو تلك السمات التي يتميز بها محمد الدعيع وزادت من نبوغه وتفوقه.. أهمها الوفاء للكيان، ويكفي أن نشير إلى قصته الشهيرة حين انتقل إلى الهلال وكيف أنه قدم حق الطائي من النقل على كل حقوقه.. غير أن هذا النجم كان معينا بعد أن بلغ مجدا كبيرا لناديه الطائي ولم يتخلّ عنه قَطّ.. الجانب الآخر محبته للجميع واحترامه لمدربيه مما أكسبه ثقة كبيرة جعلته في مصاف المتفوقين الذين يعتد بأخلاقهم ويضرب المثل بما يقومون به.

اليوم وفي غمرة الاحتفالية الكبرى بوداع صديقي الذي عرفته زميلا في الملعب وأخا خارجه.. لا أقول إلا أن لكل زمان دولة ورجالا.. ويحق للكرة السعودية أن تفخر باسمها الكبير محمد الدعيع.. يحق لها أن تقارن به كل المتفوقين.. كيف لا وهو الذي عرف الأفضليات كلها؟.. نجم آسيا الأول.. وأفضل حراسها.. وعميد لاعبي العالم.. وزاد على ذلك بحارس القرن للقارة، وأحد أفضل عشرة حراس في العالم 1994.

الآن جدير بنا أن نتوقف عند سيرة هذا النجم الكبير.. نستلهم العبر والدروس من مسيرته المظفرة.. لأن اعتزاله اليوم بمثابة فتح الباب أمام جيل من الحراس نريدهم أن يسيروا على خطاه.. لأنه كان متفوقا مبدعا.. ويكفي أنه النجم الوحيد الذي اتفق عليه السعوديون جميعا.

في الختام نقول شكرا محمد الدعيع.. فقد كنت نعم الممثل لبلدك.. شكرا لأنك كنت علامة مضيئة لمدينتك حائل.. شكرا لك في يوم اعتزالك.. لأنك محمد الدعيع المبدع الذي أسعدنا كثيرا.. ويكفي أن نذكر أهم إنجازاتنا السعودية لتقفز صورتك أمامنا كأحد أهم صانعي الإنجازات.