حارس الوفاء

صالح بن علي الحمادي

TT

يروي لي أحد أقاربي ممن كان حاضرا «عن قرب» للمباراة الودية التي جرت الأسبوع الماضي بين فريقي مدرسة الهلال وأكاديمية النادي الأهلي للبراعم «أعمار 13 و14 سنة» على أرض ملعب الأمير سلمان بن عبد العزيز بنادي الهلال.. وانتهت بفوز الفريق الأول على الثاني «2/1».. أن الجهاز الفني الوطني «الهلالي» المكون من المدربين.. إبراهيم العنقري وتركي الشايع ومساعد الدوسري.. كان وما زال يقدم ويرعى مواهب متميزين.. أداء وتعليما وسلوكا ومظهرا عاما.. وقد استطاع هذا الجهاز الفني السعودي «الصرف» أن يسجل حضورا مشرفا أمام أكاديمية أهلاوية «قوية» مدعومة بمدرب هولندي يعاونه مصري وتونسي!

القريب الحريص على متابعة الفئات السنية أبدى عتبه «الشديد» على المركز الإعلامي وخدمة الجوال بنادي الهلال.. وتمنى لو كان مندوبو شبكات الزعيم ونادي الهلال وغيرهما حاضرين لمتابعة براعم «2011 – 2012» نجوم المستقبل بعد ست إلى سبع أو ثماني سنوات.. كونهم جديرين بالتشجيع.. هم والأجهزة الفنية والإدارية بالنادي الزعيم.

اليوم وبمناسبة تكريم حارس القرن الآسيوي وعميد لاعبي العالم «الكابتن» محمد الدعيع.. اسمحوا لنا أن نطلق صفة «حارس الوفاء» على أبي عبد العزيز.. أما لماذا؟!

فلأنني عرفت الحارس العملاق منذ عام 1989 عندما كنا شبابا «وقتذاك».. لا بل هو كان من الناشئين العائدين من اسكتلندا بأول لقب عالمي كروي يتحقق للكرة السعودية والعربية والآسيوية.. وأنا كنت مراسل القناة الثانية السعودية ضمن الإعلاميين المستقبلين لأبطال كأس العالم.. وحينذاك «شدتني» تلقائية الفتي الأسمر الشمالي «الحائلي» وهو يجيب على سؤال عن مدى تركيزه في التصدي لركلات الترجيح؟ سيما حينما قال: «يا بعد حيي انا ما راعي للاعب أراعي الكورة أكثر» ورغم ترددي في بعض الترجمة!! فإنني ما لبثت أن ركزت على مسيرة الدعيع وناديه الطائي، حد حضور المباريات «المثيرة» للرمادي في عاصمة الشمال حائل مع كل الأندية الكبيرة.

اللاعب المخلص «الوفي» ظل في الطائي حتى اشتد عوده، ومن ثم وبعدما حان وقت الانتقال «حرص» اللاعب على مصلحة ناديه «صاحب الفضل» أكثر من حرصه على مصلحته في المفاضلة بين عرضي الهلال والنصر.. وحتى اليوم هو «وفي» مع جماعته أهل حائل والطائي مثلما هو «وفي» مع الهلال والهلاليين.. لكن كيف تردون الدين يا هلاليين؟!

لاعب.. حارس مرمى.. خرافي كهذا.. نشكر من قام على ترتيبات تكريمه، لكننا في الوقت ذاته نتمنى على النادي الزعيم أن يبادر إلى ضمه للجهاز الفني في الهلال مع الفريق الأول أو الأولمبي أو حيثما يرتاح مع مرتب يليق بمكانته حتى لا يذهب أدراج النسيان كما تفعل «معظم» الأندية مع نجومها العمالقة مع الأسف.

تعتزل يا محمد الدعيع وأنت من الوفاء بمكان لدرجة كنت معها تتحمل الطعنات من كثيرين بشجاعة فارس.. لن ننساك.

[email protected]