ظاهرة الأرض.. تستهوي اليوفي!

هيا الغامدي

TT

مع مطلع العام الجديد 2012 اختار الفريق الإيطالي العريق يوفنتوس «الشرق الأوسط» ليكون مسرحا للعمليات الكروية الودية التي ينوي القيام بها بدءا بدانة الدنيا وصولا لعاصمة العرب وانتهاء بأم الدنيا إن صحت الخارطة البيانكونيرية-السوداء-البيضاء-أما الخامس من يناير فهو الموعد الأهم من بين ما بالأجندة الطليانية من أوراق!

الموعد.. الخميس والمتنازلان فريقان كبيران وعريقان، كلٌ ببلدته، فالهلال بالرياض واليوفي بتورينو الأوروبية والمحاور «سعودية-إيطالية» والحدث يأتي على حس المحتفى به النجم الدولي محمد الدعيع أوفى الحراس لكرة القدم وأكثر من أوفت معهم الكرة منذ أن كان لاعب يد!!

فالدعيع الذي صال وجال طيلة العشرين سنة الماضية نجم كبير من القلة القليلة التي يحسب لها تسلم مقاليد كابتنية المنتخب والذود عن شعاره، بكفاءة واقتدار حيث كان الركيزة الثابتة بكافة الإنجازات السعودية إقليميا وقاريا وعالميا من خلال المونديالات الأربعة السابقة التي شارك من خلالها الأخضر! أما الرقم (178) مباراة دولية والذي استحق من خلاله الدعيع الحصول على عمادة العالم بمعية النجم المصري أحمد حسن فليس سوى توثيق لما قدم مع منتخب بلده من جهود كانت نذير إنجاز بل إعجاز!!

ولأن للوفاء الأزرق روافد عدة عبر قائمة لا تنتهي من الانتماءات البيولوجية فليس مستغربا أن تتعدد مصادر الإخلاص للاعب الذي قدم الكثير لمنتخب بلده وعبر من خلاله المانش الدولي كصاحب سمعة دولية وأسبقية وأحقية للألقاب كالأخطبوط وظاهرة الأرض!

(الرياضية السعودية).. تجدد العهد مع الجدارة والأسبقية بتناول الأحداث المهمة خاصة مع المشروع الوطني الاستثماري، ولا عجب أن اختزنته بالدعيع النجم المعتزل والذي يجب أن يتعامل مع موهبته بالكثير من الاحترام والتأطير المطلوب، ولا أعتقد أن من الجديد أو المفيد مع تلك الموهبة والخبرة والتمرس البقاء وراء كاميرات التلفاز وأنوار الأستوديو أو خلف مايكروفونات الإذاعات «عيب» بحق الموهبة و«حرام» ضياعها بهكذا حلة ختام، أتمنى أن يحذو الأخطبوط حذو زميله سامي الجابر في جانب صقل الموهبة وتنميتها وتأطيرها علميا وتدريبيا ومن ثم تفعيلها على أرض الميدان، فتخصص تدريب الحراس من الفئات النادرة كاسم قوي وكسمعة وخبرة دولية ممتدة عبر السنوات... أتمنى!

ولأن العام الجديد حافل بالأمنيات فقد تمنيت لو كان الفريق الذي سيلعب له الدعيع «المنتخب الوطني» وليس الهلال، تقديرا لجهوده الدولية مع منتخب بلاده وتوقيرا للموهبة الفذة، رغما عن الصبغة الاحتفالية «الكرنفالية» للحدث التهميشية للنواحي الفنية.. ولكن!

لكن التحرك لم يكن بمحله لا من الاتحاد السعودي لكرة القدم كأسبقية ولا من شؤون المنتخب والقائمين عليه!!

أما حدث الخميس فأكبر من أن تختزنه الكلمات بمجرد عبارات عابرة.. إنه توثيق لزمنية عميقة عبر بوابتين يقف على جانبيهما عملاقان بالحراسة، الدعيع.. وبوفون.. يا لعظيم المسافة بلقاء الخبرة والأصالة والتاريخ الهلال.. واليوفنتوس، إنهم 180مليون مشجع حول العالم يهيمون عشقا بالسيدة العجوز النسخة المصغرة من الآزوري الكبير، إنه لقاء الكبار والكبير يبقى كبيييير، تحية للكبار!