من «أبو حطبه» إلى «الأخطبوط»!

عادل عصام الدين

TT

شاهدت لاعب الهلال لكرة القدم «أبو حطبه» في برنامج «سيرة» الذي يستضيف اللاعبين القدامى.

بدأ أبو حطبه وغادر الملاعب بعد أن كان أحد لاعبي الهلال في الثمانينات والتسعينات الهجرية من القرن الماضي.. ولم أعرفه وربما لم يعرفه معظم المتابعين إلا بـ«أبو حطبه» حيث كان يلعب في مركز الظهير الأيمن. ذكرني أبو حطبه بعدد كبير من نجوم جيله، بل الجيل الذي سبقه أيضا وتذكرت عددا كبيرا من الألقاب مثل الغراب وكلجه والوصلة والأجلح والنمنم والغول وكاس البر وغضبان والقمله والعلبة والفور والدبلي والكبش وفصفص وأبو يمن والفرنسي وأبو غنم وأبو حيدر والصاروخ.

في المرحلة الأولى انتشرت الألقاب لارتباط اللاعبين بكرة «الحواري» وارتباط اللاعبين ببعضهم فترة طويلة. وكانت معظم إن لم يكن كل الألقاب تصدر من أبناء الأحياء والمشجعين واللاعبين.

في المرحلة الثانية.. بدأت مرحلة الألقاب التي يطلقها الإعلاميون ومن بينها لقب «الأخطبوط» الذي أطلق على حارس آسيا الأول محمد الدعيع الذي يودع الملاعب «رسميا» في مباراة الهلال ضد «اليوفي» الإيطالي.

ألقاب المرحلة الأولى لم تكن معروفة المصدر.. غالبا.. وألقاب المرحلة الثانية مصدرها الإعلام.. غالبا.

أما في المرحلة الحالية حيث اقتربت الجماهير وبدأت تتابع الكرة العالمية فقد انتهت الألقاب وغابت.. على نحو واضح وبات كل لاعب يسمى باسمه فلا مجال للألقاب.

لفت انتباهي.. أبو حطبه.. عاشق كرة القدم الذي أكد استعداده لتنظيم مباريات تنشيطية «غير رسمية» تحتضن مواهب «الحواري» إن وجد من يدعمه ماليا عندما قال إن مرحلته كانت خالية «تقريبا» من الإصابات وكان اللاعبون أقوياء لا يتعرضون للإصابات كما يحدث للاعبي المرحلة الحالية.

وفي رأيي أن المسألة لا علاقة لها بـ«الفارق» في التكوين البدني أو القوة ولاعبو الماضي لم يكونوا أكثر تميزا في هذه المسألة بالذات لكن كرة الحاضر باتت أسرع تعتمد على الالتحام والقوة والضغط وصار اللاعب «يجري» ضعف ما كان يفعله لاعبو الماضي بشكل عام. كرة الحاضر.. أفضل وأقوى وأسرع يميزها ضيق المساحات والتطور الكبير بدنيا وذهنيا ونفسيا وخططيا ومهاريا. من الناحية المهارية أصبحت الكرة أفضل جماعيا بيد أنني لا أنكر أن كرة الماضي تميزت بالمهارة الفردية العالية وكان لاعبو الماضي جذابين وممتعين وبارعين في إظهار مهاراتهم وقدراتهم الفردية في حين أن كرة الحاضر لا تسمح بذلك. شكرا لأبو حطبه.. وكل نجوم جيله الذين تعبوا وكافحوا وبذلوا الكثير من الجهد والعطاء وتركوا أجمل الذكريات. وشكرا.. لـ«الأخطبوط» حارس المرمى العملاق محمد الدعيع الذي يعد في نظري أفضل حارس مرمى مر على الملاعب السعودية وهو يستحق «أجمل» وداع وأرجو أن يكرم التكريم الذي يليق بما قدمه على مدى عقدين ونصف كان خلالها بطلا سواء في الطائي أو في الهلال.

شكرا للدعيع الذي لن ننساه كحارس مرمى عملاق.. وشكرا لمن سبقوه من العمالقة أمثال أحمد عيد وإسماعيل فلمبان يرحمه الله وعبد الله حجازي - يرحمه الله - وياسين صالح - يرحمه الله.. وعثمان باطوق وإبراهيم اليوسف وتركي بافرط وعبد الجليل كيال - يرحمه الله، ومحمد خياط وجوهر السعيد وصادق فلمبان والنفيسة وطارق التميمي وهلال الطويرقي ومبروك التركي - يرحمه الله - وسالم مروان وضاري وعلي داود وأحمد الداود وخالدين ومهنا سبيل وعبد الله الدعيع والمسمار وحسين الصادق والمترو.. الخ.

[email protected]