عضوياتهم أصبحت إنجازات.. عجبي!

عبد العزيز الغيامة

TT

انتهى زمن «البطل الواحد»، وحان وقت العمل الجماعي.. اليوم يوجد 5 أعضاء سعوديين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، و8 أعضاء في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

منذ سنوات وأنا أكتب في هذه الفكرة التي غرد بها قبل يومين الدكتور الصديق حافظ المدلج!!.. وهنا «حق لي» أن أتساءل.. هل مشكلتنا في التمثيل السعودي بكوالالمبور وزيوريخ أم أن المشكلة أكبر؟!

في رأيي المشكلة أكبر، لأن «البطل الواحد» الذي كان يقصده الزميل الصديق الدكتور حافظ المدلج في سنوات مضت كان يحقق لنا «الآمال» الدولية بالهاتف.. بقوته.. بصوته.. بشخصيته.. بعراقته.. بعلاقاته.. بخبراته.. بدبلوماسيته.. بحسه.. وبنظرته البعيدة!

إن كان هذا «البطل الواحد» الأمير فيصل بن فهد (غفر الله له) فأشدد على أنه كان رجلا عن 1000 رجل.. في زمنه كنا نشاهد كبرى منتخبات العالم تهوي إلينا لتلاعبنا؛ كنا نشاهده مع هافيلانج وبلاتر، والشيخ الراحل فهد الأحمد يتنافسون على «العلياء»، وكانوا يحققونها ببراعتهم وذكائهم وحسهم «السياسي» قبل الرياضي!

كنا نستضيف كبرى البطولات، ونظهر استضافتنا على أكمل وجه، وفي النهاية نجد الشكر والنجاح، لروعة التنظيم وأداء منتخباتنا!

وإن كان «البطل الواحد» هو المغفور له بإذن الله، عبد الله الدبل، فكان هذا الرجل أيضا عن 1000 رجل.. كان عضوا تنفيذيا في فيفا وآسيا، بل وكان نائبا لرئيس القارة الصفراء.. نائبا لرئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد الدولي لكرة القدم، رئيسا للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية واللجنة المنظمة لبطولة كأس القارات، وعضوا في اللجنة المنظمة للمونديال الكبير عام 2006!

ذات عام صاحت الأندية السعودية تريد تمديد فترة الانتقالات الشتوية، وكان الدبل «البطل الواحد» بالهاتف يطلب التمديد، فيأتيه عاجلا بالموافقة، وحينما رحل إلى ربه صاحت الأندية السعودية مرة أخرى لكن هذا الصياح لم يلقَ قبولا من أحد، إذ إن طلب التمديد رفض سريعا من بلاتر. إنه «البطل الواحد» يا صديقي، فلم يخدمنا الـ5 ولا الـ8 أعضاء!

في تصوري الشخصي، ليست المسألة في عدد الأعضاء.. قد لا تكون عضوا لكنك مؤثر بقيمتك وهيبتك ومكانتك بين الكبار، وقد تكون عضوا لكنك في لجنة لا قيمة لها، ولا شيء؛ مجرد لجنة مثلها مثل غيرها.

نعم، ليس الأمر متعلقا باللجان، وإلا لما شاهدنا عضوا من دولة ليختنشتاين في اللجنة التأديبية التابعة لفيفا، والحال ذاته ينطبق على هندوراس وباكستان وسنغافورة وتونغا!

نعم، ليس ذلك هو المهم، وإلا لما شاهدنا عضوا في التنفيذية الدولية من دول غواتيمالا وتايلاند وغينيا!

هل تعرفون أن في اللجنة القانونية التابعة لفيفا أعضاء من جزر سليمان والمجر وفنلندا وبيرو؟! ما رأيكم أن في لجنة الأخلاقيات الكبرى التابعة لفيفا أعضاء من بنما وغوام وفيتنام وبابو نيوغينيا.

سأقول لكم إن في لجنة الاستئناف «القوية» أعضاء من جزر القمر وجزر فاروي وغوام وسان مارينو.. وهل تعرفون أن في لجنة غرفة حل النزاعات عضوين من سريلانكا والإكوادور؟!

إن لجنة مثل كأس القارات، التي وصف «اتحاد الكرة» انضمام الدكتور حافظ المدلج إليها بالإنجاز السعودي الكبير ضُم إليها في ذات الوقت أعضاء من الهند ونيوزلندا والغابون وهايتي وبورتو ريكو وزيمبابوي وألبانيا وكرواتيا.. فعلا إنه إنجاز عظيم يضاف إلى انجازاتنا «الغريبة»، خاصة عندما نعلم أن لجنة الاستادات والأمن فيها أعضاء من جزر كوك واليمن والعراق و«جزر برمودا».. عجبي!

[email protected]