إنهم يتساقطون.. وحسبي الله على الغاوين؟!

مساعد العصيمي

TT

ما الذي يحدث لبعض نجوم الكرة السعودية.. إنهم يتساقطون تباعا.. هل أعد الأسماء التي سقطت من جراء عادات سيئة أو تلك التي باتت على شفير النهاية.. لا.. أنتم تعرفونها؟!

المشكلة قائمة ونتعامى عنها.. وأخرها أحد المتميزين الذي نال عقدا كبيرا.. ثم ماذا؟ بات أسيرا لأصدقاء السوء ممن كتبوا نهايته وهو في غفلة لا يحسن ما يعمل..

حدثني التربوي الذي أثق بفكره وعمله وهو الخبير بأحوال اللاعبين.. ليؤكد أن السهر وتوابعه قد ضربا أطنابهما بين اللاعبين.. بادرته: أليست الأندية ذات دور تربوي اجتماعي؟ قال بلى، هي كذلك.. لكن الفخ بات أكبر من العصفور.. المال والشهرة.. وعدم التحصين ضد الانزلاقات جميعها حولت مسارات أسماء نحسبها قادرة على أن تكون في قمة التألق.. تعود أدراجها خائبة مثقلة بالتعب والإرهاق وعدم التركيز، سألته من يفعل ذلك بهم.. خفت بريق عينيه.. وتلعثم لسانه.. وقال الأكيد أنهم من القريبين منهم.. من هم قادرون على إقناعهم بالصداقة والسعادة.. مثل هؤلاء الغاوين.. أحسب أنهم عار على المجتمع الرياضي.. بل إن أموالهم نتنة نتمناها لعلاج قلوبهم وعقولهم من مس الغواية.. لن أزيد عليهم لكن أتمنى أن يستغفروا ربهم لأن غواية إنسان وطعنه في رزقه ومستقبله من أشد الجرائم وأنكاها.

صاحبي الذي اغرورقت عيناه وهو يتحدث أشار إلى أن الأمر بات مكشوفا يستطيع أي متابع أن يقيسه من خلال السقوط الذريع للمستوى.. بل وغياب لمحة الحماس والتألق والألق من على محيا المتضررين.

مفيد القول أن المشكلة ظاهرة ونحن نتغافل عنها.. ولم يبد أي منّا خططا للعلاج أو حتى سبيل إلى التوعية والإرشاد.. ولكن قبل أن نهم بوضع ما يساعدنا على محاولة تجاوزها.. علينا أولا أن نكون أكثر مصداقية مع أنفسنا بأن نعترف بالمشكلة وحجمها وخطورتها الفادحة.. وما هو دور كل جهة في القضاء عليها.. ليس النادي وحده بل الاتحاد والمنزل والإعلام.. ومن ثم ما هي خططنا للعلاج.

فهناك من يرى في الأموال الكثيرة سببا ومن يرى أن في الإدارات التي تقود الأندية سببا أهم في تفاقم المشكلة لأنها إدارات جعلت من اللاعبين أسرى لعبثية الفوز ولا شأن لها بأي شيء آخر..

عدت إلى التربوي فشدد على أن دور النادي ينحصر ببحث مسيريه عن الانتظام في التدريبات والالتزام بالمباريات ولا بأس لديهم إن حضر اللاعب بنصف تركيز.. أو بإعياء كامل.. المهم أن يحضر، المهم لا مشكلات، ويزيد الوجع وهو يشير إلى عدد من اللاعبين يجدون متسعا في زيادة الإرهاق وهم ينطلقون مباشرة بعد مبارياتهم مستفيدين من الراحة ليوم أو نصف يوم إلى بلدان قريبة.

علينا أن لا نضع رؤوسنا في الرمال فالمشكلة تتفاقم وفي ازدياد ومع أنها حصدت أسماء دولية كثيرة فهي في الطريق لفعل ذلك أكثر، في السابق كنا نتهم المعسكرات الخارجية وسوء اختيار الإداريين الذين يشرفون عليها، لكن الآن من نتهم.. أصدقاء السوء أم أموال الاحتراف أم الإداريين أم فراغ الاحتراف أم هم جميعا.

لن أنغمس في وضع الحلول، إلا أن علينا ألا نكون من الجاهلين.. لكن سأنتظر المساهمة والإجابات المفيدة من الزملاء في الوسط الإعلامي ومن المنتمين للأندية والمتخصصين في علمي النفس والاجتماع وكذلك القراء واللاعبون أنفسهم. لكن قبل كل ذلك علينا أن نعترف أن هناك مشكلة.

[email protected]