رسالة جميلة من الإنتر لأبناء العم

لويجي جارلاندو

TT

والآن بات لقاء ديربي ميلانو المرتقب يوم الأحد المقبل شيئا آخر بالنسبة للإنتر. فلم تعد المباراة هي الفرصة لمداواة الاعتزاز بالنفس بعد البداية البائسة للفريق خلال الموسم الحالي، بل أصبحت هي العتبة التي ستحمل الإنتر إلى تلك السماء التي كان يبدو أنها قد ضاعت من بين أيدي النادي. إن الفوز الساحق أمام بارما أول من أمس وهو الخامس على التوالي والسابع في آخر ثماني مباريات خاضها الإنتر في الدوري المحلي، جعل الفريق على بعد نقطة واحدة فحسب من لاتسيو، صاحب المركز الرابع، الذي انهار أمام سيينا برباعية. فالإنتر، بعد دك حصون بارما، نام وهو يفكر في هذا المشروع الصغير: لو تمكنا من الفوز بلقاء الديربي سيتقلص الفارق مع حامل اللقب ومتصدر الجدول الحالي ومنافسه اليوفي. صحيح أن التاريخ لا يبنى على كلمة «لو»، غير أن هناك تجديدا كبيرا يشهده فريق رانييري، فالإنتر عاد يسمح لنفسه بأحلام لم يكن منذ أسابيع قليلة ماضية فحسب لديه الرغبة أو حتى القوة لتصورها. فبعد هزيمة الفريق على أرضه أمام أودينيزي في الجولة الـ10 كان الإنتر على بعد 15 نقطة من اليوفي المتصدر، وبفارق مباراة أقل عما خاضه فريق السيدة العجوز. فبعد النكبة، الآن ظهرت النجوم في سماء الإنتر من جديد. فالأرجنتيني ألفاريز، الذي أهدى الهدف الأول في لقاء بارما وجر الفريق خلفه، يعد هو أفضل كناية عن التحول الذي شهده الإنتر. أحيانا، القليل يكون كافيا. وفي حالة ألفاريز سنتيمترات قليلة من تحرك حذائه يصبح كافيا. فخلال أول مشاركات اللاعب الأرجنتيني مع الإنتر كان يلعب الكرة تقريبا فحسب بشكل عرضي وليس باتجاه عمودي مطلقا تقريبا، كراته كلها في مأمن تام وتحركاته مشلولة من الخوف. وأول من أمس كان ألفاريز يداعب الكرة بكعب حذائه مثل زين الدين زيدان، مثل هؤلاء الفنانين، الأقوياء بمهارتهم، الذين لا يخفون شيئا ويبدعون. أخيرا وجدت القناعة، فألفاريز يثبت أنه في بداية مشواره مع الفريق كان قادرا فحسب على تخمين الكرة تحت طبقات من الخجل. لقد ساعدت الثقة أيضا في فك قيود أقدام ألفاريز التي لم تعد بطيئة. ومثل ألفاريز نجد الإنتر شيئا فشيئا يستعيد أيضا أفضل الأمور التي تميز الفريق: أهداف ميليتو وباتزيني وتمريرات مايكون الحاسمة وصلابة خط الدفاع الذي لم يستقبل أية أهداف خلال آخر أربع مباريات خاضها الفريق، فضلا عن حالة بدنية، أخيرا، رائعة. والآن يغرد كلاوديو رانييري مدركا أنه ما زال يمتلك في جعبته عملات معدنية من طراز شنايدر وستانكوفيتش وفورلان بإمكانه إنفاقها في لقاء الديربي، هذا بالإضافة إلى خمس مباريات من إجمالي السبع القادمة سيلعبها الإنتر في سان سيرو لمواصلة سيره نحو المقدمة التي ينشدها. ربما أن أهداف ميليتو وتياغو موتا أعادت إلى أذهان جماهير الفريق ذكرى الفوز البطولي الذي حققه إنتر مورينهو 4-0 على حساب الميلان، غير أن الخطر الآن هو أن الفوز أمام بارما النحيل يؤثر على العقول. إن عودة ميليتو (الأمير) للتهديف لا تعني العودة إلى سحر فريق الثلاثية. فمن بين العشرة فرق الأولى في جدول الدوري لم يحقق الإنتر الفوز سوى أمام جنوا، بينما لم يفز بأي لقاء مباشر قوي. فالطريق ما زال طويلا ومباريات الإنتر القوية، في الدور الثاني من البطولة، ستكون خارج ملعبه: أمام روما ونابولي واليوفي وأودينيزي ولاتسيو.