كيف سنتأهل لكأس العالم؟

فيصل أبو اثنين

TT

ستكون مباراة المنتخب السعودي المقبلة مع نظيره الأسترالي مفصلية في تاريخ المنتخب السعودي خلال الأعوام العشرين الأخيرة؛ لأنه لم يسبق أن خرج المنتخب من التصفيات الأولية للتأهل لكأس العالم، بل كان من المرشحين الأوائل للتأهل ومن الدائمين في التنافس على البطاقات المؤهلة عن القارة الآسيوية، وذلك نظير القوة والمكانة الفنية اللتين كان المنتخب السعودي يدخل بهما جميع المنافسات.

لكن الواقع الآن اختلف كثيرا عن السابق؛ فالكرة السعودية تراجعت كثيرا عن المراكز الأولى والمنافسة عليها، وهذا عائد لعدة أمور، أهمها: أن هناك الكثير من القرارات التي أصابت الكرة السعودية بمقتل، وأدت لذلك التراجع المخيف؛ فكرة القدم عالم معقد من السهولة الدخول فيه، لكن من الصعوبة أن تتخذ القرار السليم؛ لأن مفعول القرارات لا يظهر إلا بعد سنين كثيرة وليس وليد اللحظة؛ لذلك كان أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الكرة السعودية الكثير من رؤساء الأندية الذين قدموا لأجل الشهرة فقط ولم يكن لأجل الصالح العام فكان جل تركيزهم على تحقيق المصالح الشخصية وترك المصلحة العامة، فالفئات السنية مهملة تماما ومنسية، وكان التركيز والاهتمام للاعب الأجنبي لتحقيق البطولات فتصرف له المبالغ الطائلة والسيارات الفارهة والسكن الفاخر مقابل الملاليم للعاملين في القطاعات السنية وبلا ملاعب صالحة وبلا أدوات تدريبية نافعة؛ لذلك كانت المخرجات أدوات ضعيفة جعلت الأندية تتسابق على البحث عن مواهب في مختلف الأندية الصغيرة وتدفع لهم الملايين مقابل الاستفادة منهم! كما أن بعض القرارات التي تصدر من الاتحاد السعودي عطلت الكثير من المواهب بما يسمى دوري الفريق الأولمبي، وهذا من وجهة نظري أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الكرة السعودية؛ لأنه يؤخر بروزهم ومشاركتهم مع فرقهم حتى سن متأخرة وهذا ظلم وإجحاف في حق مواهب تستحق أن تكون أساسية خلاف المبالغ المهدرة عليهم بلا فائدة. أيضا التراجع المخيف في مستويات بعض الفرق وتدهور نتائجها يكون المتضرر منه المنتخب السعودي، ففريق كالاتحاد يمول المنتخب بأكثر من 6 لاعبين أساسيين يتهاوى وتتدهور نتائجه أمام فرق أقل منه وسيكون تأثيره مباشرا على نتائج المنتخب وطموحاته، فهل سنلقي باللائمة على الجهاز التدريبي والإداري للمنتخب عن النتائج وأهم عناصره تتساقط أمامه؟

فالاتحاد السعودي يجب أن يتدخل بسرعة في تصحيح الكثير من القرارات وتعديلها حتى لا تفقد الكرة السعودية البقية الباقية من هيبتها، وذلك بجعل سياسة ثابتة في كل الأندية تخدم الصالح العام وإلغاء المسابقة الأولمبية واستبدالها بالفئات السنية المختلفة بداية من سن 8 سنوات وحتى سن الشباب، وأن تكون القرارات صادرة من قبل خبراء مختصين في كرة القدم وليس من هواة غير متفرغين.

للفائدة

لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار أحلامك.. ولا تجعل ثقتك في الناس عمياء؛ لأنك ستبكي يوما على فرط سذاجتك.