التزلج المتوازي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي

ألبرتو تشيروتي

TT

عود حميد لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، بعد فترة التوقف الشتوي، مع أولى حقائق العام الميلادي الجديد 2012 التي افتتحت بسقوط لاتسيو برباعية نظيفة أمام سيينا، واختتمت بثلاثية نابولي في شباك باليرمو. استئناف للبطولة المحلية في إيطاليا دون أي تعادلات، مع استحقاق التقدير لفريق الإنتر الذي انطلق نحو مباراة الديربي المقبلة أمام الميلان بخماسية نظيفة في شباك بارما، رد عليها الميلان واليوفي بالفوز أمام أتلانتا وليتشي على التوالي. ولا يمكننا أيضا إغفال الصغير الكبير أودينيزي الذي تمكن من البقاء خلف متصدر الجدول بعد الفوز أمام تشيزينا.

من الناحية الظاهرية، يبدو كل شيء كما كان قبل فترة التوقف، ولكن في الواقع اتسع الفارق في ترتيب جدول الدوري سواء في المقدمة، حيث ترك أصحاب المراكز الأولى الثلاثة فريق لاتسيو خلفهم في المركز الرابع بفارق يزيد ثلاث نقاط على ما كان عليه قبل التوقف، أو في المؤخرة، حيث حلق فريقي سيينا وبولونيا بفارق ست نقاط عن المركز قبل الأخير (الذي يلي ترتيبهما مباشرة في الجدول) الذي يوجد به نوفارا وتشيزينا ( 12 نقطة). وإذا ما تذكرنا هبوط سمبدوريا إلى دوري الدرجة الثانية، وكان منذ عام مضى يحتل المركز الثامن في ترتيب فرق البطولة المحلية، فسنجد أنه من المبكر للغاية اعتبار الصراع على النجاة من الهبوط قد انتهى بالفعل، ثم إنه من الجميل أيضا الاستمتاع بسباق التزلج المتوازي المثير بين الميلان واليوفي، الموجودان الآن على قمة جدول الدوري كما كان الحال في نهاية عام 2011، بعد أول جولة يلعب فيها الفريقان في التوقيت نفسه، وتمكنا خلالها من تحقيق نجاحات كثيرة حتى وإن كانت ذات قيمة مختلفة.

إن يوفنتوس الذي يتوجه بالشكر إلى هداف الفريق المستهان بقيمته أليساندرو ماتري، والذي شارك في اللقاء فحسب بعد إصابة كوالياريلا، ارتضى بأقل نتيجة تمكنه من الفوز في ملعب ليتشي، الذي لم ينجح أي فريق في الخسارة عليه. ولا حتى الميلان كان مثيرا للحماسة في مباراته أمام أتلانتا، لأنه انتزع النقاط الثلاث بفضل ضربة الجزاء المثير للجدل التي منحها باتو للفريق قبل أن يصوب الضربة القاضية في اللقاء اللاعب الغاني بواتينغ، الذي تحرر من رقابة الخصم بفضل رفيقه إبرا الذي كان قد سدد ضربة الجزاء، ولكن الميلان كان أمام أتلانتا جيدا، لم يتعرض للخسارة مطلقا على أرضه، وكون الميلان نجح في كبح جماح هذا الفريق من خلال خط وسط طارئ وصانع ألعاب مرتجل مثل إيمانويلسون، فهذا يؤكد، بشكل خاص، ثقل دور إبرا مع الفريق، وبشكل عام أهمية هذه المجموعة الأكثر ثراء في إمكاناتها مقارنة باليوفي.

وهكذا، بفضل الثنائية النظيفة أمام أتلانتا، وبعد الثنائيتين الأخيرتين اللتين أحرزهما أمام سيينا وكالياري، يعد الميلان في الموسم الثاني له تحت قيادة أليغري أقوى من الفريق مقارنة بالموسم الأول ( 37 نقطة مقابل 36). ولكن اليوفي دائما هناك أيضا في الأمام، وبحوزته 17 مباراة متتالية بلا هزيمة منذ بداية الموسم، الأمر الذي لم يحدث منذ موسم 1949 – 1950 (عندما فاز فريق السيدة العجوز بالدرع المحلية أمام الميلان). والأحد المقبل سيحلم اليوفي بالانفراد من جديد بصدارة جدول الدوري الإيطالي لو تمكن من الفوز على ضيفه كالياري وخسر الميلان لقاء الديربي أمام الإنتر. فالأنظار كلها متجهة الآن نحو التحدي الكبير الذي ستشهده الجولة المقبلة من الدوري الإيطالي. إنه النداء الأخير للإنتر ليتعقب هدفا ما زال حتى الآن يبدو حلما.