ما قيمة اللعب أمام «رديف» المنتخبات؟!

هيا الغامدي

TT

في تصريح صحافي للقائم بالأعمال الإدارية للمنتخبات «محمد المسحل»، أكد أن هناك أجندة عمل حافلة بالأنشطة الودية ستكون ضمن مخططات تحضيرات المنتخب السعودي، وضمن مفترق الطريقين اللذين لا ثالث لهما، واللذين يقف على مدخلهما المنتخب قبيل حسم التأهل للمونديال الأميركي الجنوبي (البرازيل) أو عدمه، لا قدر الله، فبصراحة لأول مرة مع إعلان المنتخبات، التي أعلن عن ملاقاتها للأخضر، نشعر بأن هناك مباريات ودية «حقيقية»، فالصبغة الوهمية التي كنا «نضحك بها» على أنفسنا قبل الآخر، بملاقاة منتخبات «تمشي الحال» حتى هي لم تحفظ ماء وجهنا أمام الفيفا وتصنيفها الدوري الذي لا يرحم!! فبقينا نمارس النكوص والعودة للخلف خلافا لـ«الجريئين» وديا!

والآن، ومع إعلان جداول الوديات المقبلة ضمن المخطط الإعدادي، يبدو أن الذهنية الإدارية مع تغييرها قد تغيرت كقناعة عن السابق، حتى الجانب الفني والثقل الذي أضفاه «ريكارد»، كمدرب عالمي، للتوجهات المستقبلية مؤثر بالإيجاب بلا شك، وبالطبع، كل تلك مؤشرات أولية تنبئ بخير، لا نؤكد أو ننفي ما إذا كانت فاعلة أم لا، فالعلم عند الله وحده، أولا وأخيرا، وبالتالي ذاك العمل الذي تمهد له الإدارة الجديدة العهد بالمونديالات كعمل تحضيري، لا أقصد أن أقول إننا سننافس من خلاله على المراكز الثلاثة الأولى موندياليا (على الأقل الآن) حتى لا أقتل الطموح وأتشاءم، لأن التشاؤم ليس من طبعي، ولكن على الأقل لما يجعلنا نقفز مراحل التصفيات الأخيرة بنتائج تحفظ للكرة السعودية الهيبة والمكانة المفقودتين السنوات الأخيرة ضمن متاهة عمل «إلى الخلف.. سر»!!

لعمري من ينسى المباراة الودية الدولية التحضيرية الشهيرة في ويمبلي ضد المنتخب الإنجليزي قبيل مونديال 98، التي انتهت بالتعادل السلبي؟! وكيف خطف منتخبنا الأنظار العالمية إليه، أتذكر كيف هي ميزة اللعب أمام الفرق الكبيرة، التي لم نعد نرى لها مثيلا، وأمام الفرق التي «كنا» نقابلها في كأس القارات، المنطلق من «رحم سعودي»! أسترجع الآن كل ذلك ولا أرى سوى ماليزيا عمان تايلاند..!

بالنسبة لأستراليا الـ«23» عالميا، التي سنقابلها في 29 فبراير (شباط)؛ فمن المفيد جدا أن نقابل «لعيونها» الجارة الأقيانوسية نيوزيلندا إلى الجنوب الشرقي، ولا أعلم أي قيمة فنية سيضفيها اللعب أمام فريق تجاوز السرعة المئوية التراجعية بمسافة «119» عالميا، وفوق ذلك يلاعب أخضرنا «بالرديف».. رباه.. أجيبوني! حتى لقاء باراغواي الودي أيضا له صبغة محلية تقلل من قوته في رأيي، وأتساءل؛ كيف يوافق المسؤولون عن المنتخب على ذلك؟! ولماذا لا يلاعبنا هؤلاء بالمنتخب الأول وإلا فلا؟!

وعلى الأكيد أنا و27 مليون نسمة على الأرض السعودية نتمنى أن تبقى استراتيجيات لعب الوديات الفاعلة والإيجابية ضمن أجندة عمل القائمين على المنتخب، طمعا في النتائج المشرفة لنتأهل للاستحقاق العالمي كما جرت العادة بالسنوات التي كنا على العهد مع المونديال باقين! أعجبتني فكرة اللعب أمام المنتخب الكبير الأرجنتين، وأسعدني كذلك أنه سيلاعبنا بمنتخب «كامل الدسم الاحترافي»، أي كامل الأهلية مع «ميسي» المتربع على عرش الأفضلية عالميا كلاعب! والأجمل كذلك ملاقاة البرتغال فيما بعد، ضمن مخطط الاستشراق الكروي الأخضر، تخيلوا كم هي عظيمة من قيمة فنية ومعنوية وأنت تلاقي سابع وعاشر العالم من احتكاك وسعة أفق وثقة، فأيا كانت النتيجة الرقمية تبقى القيمة الفنية والمعنوية أهم وأبقى.. صدقوني!