الدوري السعودي.. ثالثا

عادل عصام الدين

TT

ومع أن تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء مثل كثير من التصنيفات يعتمد كما أرى على مستوى أو نسبة «الإثارة» أكثر من معدل أو نسبة القوة، أي مستوى الدوري الفني الفعلي على اعتبار أنه من الصعوبة بمكان دراسة قوة المستوى بدقة، فإنني أعتقد أن الدوري السعودي مثير بالفعل، وقد يستحق مثل هذا المركز حتى إن كان التقييم من جانب المستوى الفني.

صحيح أن الدوري القوي ينتج غالبا فرقا قوية ومنتخبا قويا، لكن يجب ألا ننسى أن ثمة عوامل أخرى تلعب دورا مؤثرا على هذا الصعيد خاصة في ما يتعلق بالمنتخبات، حيث يغيب اللاعبون الأجانب.

هذا الترتيب الجيد الذي حصل عليه الدوري السعودي لا يجب أن يجعلنا نتهاون ونهمل دراسة الواقع.. وننسى السلبيات لا سيما أن «ماضينا» آسيويا وعربيا كان أفضل من الواقع الحالي بكثير.

ومن ترتيب الدوري السعودي أنتقل للحديث عن بطولة العرب القادمة للمنتخبات، وأشيد بداية بدور الاتحاد العربي لكرة القدم، والدور الجميل الذي يقوم به بكل حماس أمين عام الاتحاد سعيد جمعان المعروف بحماسه وذكائه، والذي عمل بكل جد ونشاط طيلة الأشهر الماضية لإعادة الوهج والحياة للمسابقات العربية.

والحقيقة أنني كنت ولا أزال من مشجعي المسابقات التي تعتمد على اكتشاف المواهب وتشجيعها على المنافسة.. أي بطولات الفئات السنية التي نجح فيها الاتحاد العربي في العام الماضي.

ولا شك أن اعتذار منتخبات تمثل دول الطليعة أو المقدمة حسب التصنيف العالمي مثل مصر والجزائر والمغرب يضعف من قوة وقيمة البطولة القادمة، لذلك لا بد من إقناع الجميع بالمشاركة، مع أنني أرى أن ثمة سلبيات لمثل هذه البطولة، محبذا كما أشرت احتضان بطولات لغير المحترفين، وللفئات السنية الصغيرة، علاوة على دور أكبر يجب أن يضطلع به الاتحاد ويتمثل في رعاية وتنظيم الدورات التطويرية الخاصة بالإداريين والمدربين والحكام.. وحتى الإعلاميين.

وأعود مرة أخرى للمطالبة بضرورة تنفيذ البطولات التنشيطية «العربية» تحت مظلة الاتحاد العربي لكرة القدم، لاستغلال فترات توقف النشاط العربي «المحلي» في كل الدول، لأن البطولات العربية «الكبيرة» في نهاية الأمر ليست مثل البطولات القارية، والفوز ببطولة عربية لا يعني شيئا على المستوى الدولي «التصنيفي».

[email protected]