الفرق بين مسؤولي الهلال وآرسن فينغر

موفق النويصر

TT

«لا تعليق.. وأقول لك: لا تعليق، لأنني مدرب ولست حكما. فلماذا تسألني عن رأيي في التحكيم؟».. كان هذا رد الفرنسي آرسن فينغر مدرب نادي آرسنال الإنجليزي لمراسل قناة «سكاي سبورت» بعد نهاية مباراة فريقه أمام فولهام، التي خسرها بنتيجة 2 - 1، وطرد فيها لاعبه يوهان غورو.

على النقيض من ذلك نجد أن موقف الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، تجاه حكم لقاء فريقه أمام التعاون، والذي انتهى بالتعادل 1 - 1، كان تهكما وسخرية لا تليق به كرئيس ناد، ولا أن توجه إلى حكم اللقاء، حتى وإن اعتبرته لجنة الحكام مخطئا في بعض قراراته.

المفارقة أن فينغر تنبه للفخ الذي نصب له من مراسل القناة عندما تعمد سؤاله عن الحكم وهو خاسر للمباراة، فأدرك أنه بهذا الحديث لن يخدم فريقه، فرفض الحديث في غير الشأن الفني المعني به.

في حين أن رئيس الهلال انتظر فقط أن يسأله مراسل «الرياضية» السعودية عن المباراة، فصب جام غضبه على حكم اللقاء، وحمله مسؤولية خروج فريقه متعادلا، لتجاهله ضربة جزاء صحيحة 100%، بحسب رأيه، ناسيا أو متناسيا أن فريقه لم يقدم خلال المباراة ما يشفع له بالفوز.

المؤسف أن الأندية والجماهير والإعلام الرياضي يتقبل أخطاء الحكم الأجنبي ويعتبرها من قواعد اللعبة، كما حدث في الأسبوع الماضي عندما أغفل البرتغالي قوميز حكم مباراة الشباب والهلال ضربة جزاء صحيحة للثاني، فتعامل معها الهلاليون بكل أريحية وتقبل، ولم نسمع منهم مثل تلك التصريحات التي ساقها رئيسهم للسعودي مطرف القحطاني، وانتهت بالتشكيك في إمكانياته.

ما لم يدركه الهلاليون، وغيرهم من مسؤولي الأندية الأخرى، أن تصريحاتهم المتشنجة بعد كل مباراة لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وبالتالي تدارك ما حصل، كما أنها لن تساعد الحكام على تصحيح أخطائهم، بل ستعيدنا للمربع الأول الذي كنا عليه في الموسم الماضي، عندما كانت الشكوى من الحكام هي حديث المجالس ووسائل الإعلام، فجاءت الاستعانة بالحكام الأجانب مصحوبة بدفع مبالغ طائلة لهم، ومع ذلك وقعوا في ذات الأخطاء التي يقع فيها الحكم السعودي.

في تقديري أن الفرق بين فينغر ومسؤولي الهلال، أن الأول رفض البحث عن كبش فداء لإخفاقه، وبدأ في معالجة ذلك سريعا، فيما حاول الآخرون تبرير سوء اختياراتهم للجهاز الفني واللاعبين الأجانب، بتحميل الحكام أسباب تعثر فريقهم.

الأكيد أن الإدارة الهلالية باختيارها الألماني توماس دول، رغم ضعف مسيرته التدريبية، ووقوفها موقف المتفرج من معاناة فريقها فنيا خلال الأشهر الماضية، تكون قد وقعت في ذات الخطأ الذي وقعت فيه الموسم قبل الماضي، عندما أصرت على المشاركة في الدور الثاني من تصفيات آسيا تحت قيادة البلجيكي إيريك غيريتس رغم علمها برحيله إلى المغرب، فكانت النتيجة أنها فقدت التأهل للأدوار اللاحقة.

لذلك إذا أراد الهلاليون استدراك ذلك، فعليهم البعد عن التصريحات الرنانة والعمل على استثمار فترة التنقلات الشتوية بترميم صفوف فريقهم «تدريبيا» و«عناصريا»، وبخلاف ذلك سيجد الهلاليون أنفسهم بجوار جارهم «اللدود» النصر يجترون مرارة الهزائم في مستنقع المؤامرة ضدهم.

[email protected]