نعم بلغنا ولله الحمد الرقم 48 في عدد الحضور الجماهيري، وأين؟ في إحدى منافسات دوري المحترفين، البطولة السعودية الأكبر.. مثلما بلغنا من قبل الرقم 98 في التصنيف العالمي.. أما كيف.. فلا أعلم اسألوا الخبراء؟
لكن لنعلق بكل البراءة أين هي الجماهير السعودية التي كانت مضرب المثل في الحضور والتشجيع.. لماذا تغيب عن منافسات فرقها.. هل باتت كرة القدم السعودية لا تشبع فضول المشجع.. لذا باتت المدرجات خاوية على عروشها.
الأمر هنا في غاية الخطورة. لكن لمن نوجه الحديث؟!.. الكل يغني على ليلاه.. اتحاد الكرة الذي خسر نصف مقعد آسيوي بسبب ذلك بدأ وكأن الأمر لا يعنيه.. الأندية من كثرة ما دعت جماهيرها بأن تؤازرها باتت كالمستسلمة للأمر.. ليس هناك ما يرضي.. وليس هناك ما يقنع.. كرة بلا جماهير.. أشبه بمن يعرض مسرحية في مقبرة!
ما الذي على اتحادنا أن يعمله لأجل أن يعيد الحياة لمدرجاته.. الأمر يخصه وعليه أن لا يتهرب من المسؤولية ويلقيها على الأندية.. عليه أن يعمل كل ما في وسعه لجعل الملاعب بيئة منادية للجماهير.. لا ضارة طاردة.. الجماهير تعبت من كثرة القرارات التعسفية ضدها من الماء إلى المقتنيات الشخصية إلى أدوات تشجيعها.. ناهيك عن سوء ما يقدم لها من خدمات.. حتى أعزكم الله دورات مياه أقل ما يقال عنها إنها نتنة في ظل ميزانيات صيانة تكاد تكون الأكبر محليا.
هل نزيد يا اتحادنا العزيز.. سنفعل.. لكن عليك أن تكون أكثر قدرة على قراءة الأسباب والمسببات التي بمقدورها أن تحيي ملاعبك.. لأننا لن نملك شأننا تنافسيا راقيا متطورا من دون جماهير تؤازر وتشجع.. لكن يبدو أن الأمر سيتجاوز المعقول بالاهتمام بالشكليات وتجاهل الأساسيات فمن وجهة نظر أن المكملات كدورات مياه نظيفة ومقاعد تلتزم بأصحابها ويسر وسهولة في الدخول والخروج ومكملات غذائية وترفيهية جيدة في جميعها أهم من البوابات الإلكترونية، والكراسي الملونة.
دعونا نعيد ترتيب أولوياتنا في العمل الكروي.. أوليست الجماهير من الأولويات.. أوليست كرة القدم تنافسية لأجل أن ترضي نهمها وتطلعها.. بل وارتباطها بكل ما ينتمي لبلدها؟.. إذن لماذا نتجاوز ذلك.. ونجعله من آخر المتطلبات.. هل وعينا الآن أسباب ضعف المردود وسوء النتاج.. الأكيد أن من بين أهم أسبابه أننا لم نقيم لجماهيرنا وزنا.. تحضر وبأي صورة.. ولا على الرئاسة والاتحاد من الأمر.. تجوع تقف.. تحتقن.. لا تجد متنفسا لسوائل فاضت في أجسادها.. لا يهم.. وماذا بعد.. فمن يدلنا على رأي حصيف يعيد ألق الملاعب وفاعلية المدرجات.. أما من رجل حصيف يفعل ذلك دلونا عليه لكي نقبل رأس الرئاسة والاتحاد لكي يستمعوا لمرئياته.. وخططه لعل فيها بعض أمل لكرة سعودية متألقة.. فقدت ألقها التنافسي.. وها هي تفقد ألقها الجماهيري.. ويا الله كن في عونها.