مافيا فيفا..؟!!

صالح بن علي الحمادي

TT

فجرت تصريحات «التريندادي» جاك ورانر لوكالة ««رويترز» في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية قنابل «فساد إداري» في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ظلت محجوبة حتى تم إقصاء النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم من منصبه بتعليمات «بلاترية» لم تعد خفية!

من يقرأ تصريحات وارنر يتأكد له كل ما كان يتردد عن أن أسلوب عمل الفيفا كان وما زال مشابها لعمل الـ«مافيا» الإيطالي في كل مكان من سيسلي إيطاليا حتى نيويورك أميركا وفي كل الأزمنة والعقود.

وارنر يتهم الفيفا ورئيسه تحديدا السيد بلاتر بأنه مارس الخداع والتضليل، في ما يتعلق ببيع حقوق النقل التلفزيوني لبطولات كأس العالم منذ عام 1986 وبثمن رمزي (؟!!) مقابل دعم وارنر لحملات بلاتر التي أوصلته إلى سدة رئاسة الفيفا خلفا للبرازيلي جواو هافيلانج.. ومن بعدها التجديد له مرة تلو الأخرى حتى قارب الثمانين من العمر.. أكثر من نصفها، بل ثلاثة أرباعها في دهاليز الفيفا.

«من قدك يا عم بلاتر»؟ لقد تجاوزت العم «سام» عبثا بحقوق شعوب الأرض ولعبتهم المفضلة.. فيا ليتك كنت تركت النقل التلفزيوني لبطولات كأس العالم بأسعار رمزية لكل تلفزيونات بلاد الله الواسعة بدلا من منحها لفرد يدعى وارنر، ومقابل ماذا؟! مقابل أن يؤدي أداورا دنيئة لدعم حملاتكم الانتخابية!! تبا لكما.. يا بلاتر ويا ورانر!! فالتاريخ لن يغفل عما فعلتماه ولن تغفر الشعوب ما اقترفتماه من سوء فعل!!

للسيد وارنر نقول: والله ما أقبح من تصرفات بلاتر إلا أفعالك! وصح النوم، لماذا تصمت أكثر من ربع قرن ولم تتحدث إلا الآن؟! وهل لو كنت ما زلت في منصبك ستفتح فمك كاشفا ما كشفت؟!

السؤال العريض الآن: من يملك الجرأة لتعليق الجرس ومساءلة بلاتر عن بيع حقوق نهائيات كأس العالم أعوام 2002 و2006 و2010 و2014.. أين ذهبت؟! أما حقوق 2018 و2022 فحدِّث ولا حرج، وستكون عيون العالم قاطبة عليها!

ما أحقر الإنسان عندما تبلغ به الأنانية حد أكل قوت الفقراء مقابل منحهم حقوق متابعة الرياضة الشعبية الأولى في العالم.. حسبنا الله على مافيا الفيفا، لا سواه ونعم الوكيل.

[email protected]