برلسكوني وراء إيقاف صفقة باتو

أندريا سكيانكي

TT

صدر قرار عدم الاستغناء عن المهاجم البرازيلي باتو من جهات عليا في الميلان، وإذا كان صحيحا، فإن القرار جاء متأخرا، ولكنه لم يكن مفاجئا كثيرا. يذكر أنه دار نقاشا في الغرف المغلقة لإدارة الميلان منذ عدة أيام حول فرصة المضي قدما في تلك الصفقة أم لا، بين مؤيد ومعارض في إدارة النادي. فقد كان رأي مؤيدي فكرة الاستغناء عن باتو يعود إلى رغبتهم في استخدام الأموال التي سيحصلون عليها من الصفقة في القيام بصفقة تيفيز، وهو ما لم يحدث في الوقت الحالي. ومن جهة أخرى، دفع غالياني بالمهاجم البرازيلي بين أيدي ليوناردو، المدير الرياضي لنادي باريس سان جيرمان، وأنشيلوتي، مدرب الفريق الفرنسي الجديد ومدرب الميلان الأسبق، تاركا للاعب حق الاختيار. بينما قرر برلسكوني، مالك ورئيس نادي الميلان، التدخل لإيقاف تلك الصفقة، فلطالما كان باتو هو اللاعب المفضل لرئيس الميلان الذي لم يكن مقتنعا بالاستغناء عنه للحصول على تيفيز، مثلما كان متوقعا أن يحدث، لدرجة أنه في الأيام الماضية، مع رفض العرض الذي قدمه النادي الباريسي، قيل من قِبل البعض إنه «ليس من الذكاء إتمام هذه الصفقة».

إذن، ولمرة أخرى، وجد برلسكوني وقتا لكي يمارس مهامه أيضا كرئيس لنادي الميلان. ووفقا لمصادر مقربة من الرئيس، كانت أسباب الحيرة خلال الأيام الماضية ترجع إلى دوافع خططية أو مادية. ولم يتدخل شيء في الرفض الرئاسي لتلك الصفقة، حتى العلاقة بين المهاجم البرازيلي وابنة الرئيس باربارا برلسكوني. فقد تكون المشكلة الحقيقية بالنسبة للرئيس تتمثل في رؤية المهاجم البرازيلي الشاب بقميص آخر غير قميص الميلان، فكيف له أن يبيع بطاقة شاب يبلغ من العمر 22 عاما، وهو لا يزال في مرحلة النضج الكروي، كما يعتبر من أفضل المهاجمين في الميلان. يذكر أن برلسكوني استغنى عن بطاقة كاكا في عام 2009 لأسباب اقتصادية (ولأنه حينما كان رئيسا للوزراء، لم يتمكن من القيام بصفقات عالية التكلفة)، ولكن مع تغير الأوضاع الآن، فإن رئيس الميلان لا يروق له فكرة الاستغناء عن خليفة كاكا في الملعب، مثلما اعتبره الرئيس هكذا دائما، بسبب سوء التفاهم أو قلة الحوار مع أليغري. فلنتذكر معا ماذا فعل برلسكوني حينما قال له المدرب سكاكي: «إما أنا أو فان باستن في الفريق»، حينها لم يفكر برلسكوني للحظة، وأنهى عقد المدرب (الذي انطلق لتدريب المنتخب الإيطالي في ذلك الحين)، حيث احتفظ الرئيس بلاعبه الهولندي، وتولى كابيللو تدريب الفريق. وقد يقول أحدهم إن باتو ليس بفان باستن وربما يجد أليغري وباتو وسيلة للتفاهم من الآن حتى نهاية هذا الموسم من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. إذن، لم تتغير طريقة تفكير برلسكوني منذ عام 1991 حتى الآن، التي تتمثل في أن بطلا في كرة القدم يساوي أكثر من مدرب.

ويبدو أن الأمر الآخر الذي زاد من الحيرة هو الصور التي ظهر فيها غالياني وتيفيز معا في ريو دي جانيرو، حيث قال برلسكوني للمسؤولين في إدارة الميلان: «لماذا تستبقون الأحداث قبل أن تصبح أمرا واقعا؟». إذن، لم تحظَ فكرة الاستغناء عن نجم الميلان على موافقة برلسكوني، ومن يرى أن التغير المفاجئ في رد فعل الميلان تجاه هذه الصفقة بسبب قرار برلسكوني، فمعه كل الحق في ذلك.