خدعوه بقولهم «نجم»

مساعد العصيمي

TT

من غير الإنصاف ألا نشير إلى الفريدي أحمد كاسم متطلع ماهر يرتقي سلم التألق.. لكن من المبالغة أن نجعله نجما بات في محل القدرة على التغيير والقيادة الفنية.

هو يعتقد أنه بلغ الشأن الأخير، وأحسبه من فرط ذلك قرر أن ينتظر مسؤولي ناديه في المدينة المنورة كي يهبوا لنيل ملاحظاته وما يريده منهم.. هو يريد، لكن إرادته ارتبطت بمقومات لي الذراع.. وفرض الأمر الواقع.. لكن يبدو أن هناك عاقلا قد هب.. وقال له: «اثقل يا أحمد فأنت تقضي على مستقبلك بيدك».

لن نتجاوز حكاية الفريدي التي قد يكون أراد من خلالها أن يعلم مقدار تأثير قراره على ناديه.. وكيف تصور أن الجماهير والإعلام سيقفون ارتجالا أمام النادي للمطالبة بسفرهم ومعهم من الهدايا وحمر النعم الكثير لأجل إرضائه وإعادته.. لكن يا لخيبة المراد! فأول من تقزز من التصرف المسؤول هم أنصار ناديه وأكثر من وقف ضده ورفض أسلوبه إدارة ناديه التي اعتنت به.. غير أن الإعلام بكل توجهاته رأى في الأمر خيبة، بل إن أقل إعلامي سعودي تجربة رأى أن في هذا التصرف لا مسؤولية، كان جديرا ألا تصدر ممن رأى فيه الكثيرون مواصفات الارتقاء والقيمة سلوكا وأداء.

ما علينا.. لكن يبدو أن الفريدي ينتمي إلى ثقافة كروية سعودية لا تتخلى عن مبادئها فالمساومات حاضرة وبقوة.. وللأسف، كان يركن لها الإداريون الضعفاء وتجد لديهم قبولا ولسنا بصدد ذكر أمثلة رغم امتلاء الجعبة من ذلك.. أما في زمن الاحتراف والمعلومة المكشوفة، فلا أعتقد أن سبيل لي الذراع.. أو الرغبة في معرفة القيمة من خلال الإخلال بالنظام أسلوبا يمكن أن ينجو منه فاعله.. وعليه، كانت صدمة المجتمع الكروي كبيرة ومؤلمة، وأجزم بأنه من جرائها قد بدأت بتغيير حساباتها نحو لاعبها الذي حسبناه إلى ما قبل أيام قليلة قادرا على أن يسير حثيثا لكي يكون في مصاف الكبار المؤثرين.

نعم، كان على النجم أن يكون أكثر عقلانية.. لكن حسبه أنه اعتقد أنه قد بلغ مرحلة الإبداع واختراق مفهوم النجومية بكل قدراتها.. فهل تصور الفريدي أنه مخلوق مختلف بكيفية التعامل مع الكرة لكي ينحو إلى ما نحا إليه.. إنه ما زال في خضم الخطوات الأولى.. وإن كنت أعتقد أنه قد يكون من أضعف الممارسين وأسرعهم تعرضا للعطب برغم قوة الشكيمة والإصرار والقتال التي دائما ما يكون عليها.. لكن، كان يجب أن يدرك أنه لم يبلغ مفهوم الأسطورة التي تهب الجماهير لنصرتها.. لكنها أيضا تلومها حينما ترى فيها تجاوزا على فريقها وعليه أن يسأل سامي ونور.

أقول للفريدي إن النجم الحقيقي هو من يواجه المستقبل بهاجس إيجابي يتمسك من خلاله بكل مقومات الارتقاء.. وأحسب أن الالتزام بالعمل من أهمها.. وإن فعل غير ذلك، فإنه سيخلق مناخا مضادا له.. لن ينمحي من ذاكرة الجماهير.. وللمحترفين الجدد نقول أيضا: كونوا محترفين حقيقيين تكسبوا أكثر؟!

[email protected]