ديربي ميلانو وشخصية المدرب رانييري

ألبرتو تشيروتي

TT

بات مفترق طرق الديربي سببا لمعاناة الميلان وطريقا مفتوحا أمام الإنتر بعد تحقيقه الفوز السادس على التوالي، وحجز مكانا له في التنافس على درع الدوري بصعوده إلى المركز الخامس وإيقاف الميلان عند المركز الثاني بفارق نقطة عن اليوفي الذي ما زال يتربع على عرش الصدارة، مع الكثير من الشكر إلى دييغو ميليتو، اللاعب الحاسم في الليلة التي طال انتظارها، وبعض الشكر أيضا إلى كوسو، جوكر فريق كالياري الذي نجح في كبح جماح اليوفي الذي يحتل المركز الأول بتقدمه بنقطة واحدة على الميلان وبـ6 نقاط أكثر من الإنتر.

ويشير ترتيب الدوري الإيطالي إلى أن أمام الإنتر هناك أيضا لاتسيو الوحيد الذي حافظ على تقدمه بنقاط الفوز الذي حققه أمام أتلانتا في المباراة الماضية، كما اقترب الإنتر أيضا من أودينيزي الذي يحتل المركز الثالث بثلاث نقاط أكثر من الإنتر. وعلى العكس، يقترح الملعب تقييمات أخرى، لأن الإنتر حقق الفوز في ست مباريات متتالية، ولم يستطع أحد التغلب على الميلان في عقر داره في سان سيرو، في ما عدا الإنتر، الذي لم يتفوق عليه أحد في إظهار اللياقة البدنية العالية والنضارة والحماس المتزايد، كما أظهر تفوقا على أكبر الفرق في هذا الموسم.

ومن الصحيح أن مباراة الديربي هذه لم تكن مذهلة للغاية، ولكن الميلان حاول بكل قوة للفوز لكي لا يقطع سلسلة الانتصارات المتتالية في 12 مباراة ولكي يستثني خصمه بشكل حاسم من التنافس على الدرع. ولكن عادت كل الأمور محتملة من جديد في هذا الموسم المتذبذب في الأعوام الأخيرة من حيث التنافس على الدرع حتى مع بقاء الميلان واليوفي الأكثر ترشحا للفوز به وعلى مستوى التنافس على المركز الثالث بشكل خاص، مع شخصية كروية فائزة بغض النظر عن عدم ظهورها أبدا في ترتيب أكثر الشخصيات بروزا ولكن بفضل ما بذلته منذ نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي حتى اليوم بعمل فني يصاحبه صحوة كبيرة في الفريق، وتتجسد هذه الشخصية بلا شك في مدرب الإنتر كلاوديو رانييري، الذي يعود إليه فضل تحقيق الفوز في الديربي بسبب اختياراته الفنية، لأنه لم يكن من السهل استبعاد الهولندي شنايدر الذي بدا مستعدا بتوفير طاقاته من أجل هذه المباراة أمام الميلان.

وعلى هذا النحو، مع الصافرة النهائية على ملعب سان سيرو، تضاعف الشعور بالندم على اليوفي الذي لم يكفِه هدف فوتسينيتش لكي يتقدم على الميلان بثلاث نقاط مع الحفاظ على الإنتر بعيدا عنه في ترتيب الدوري. فإن أمر التعادل، الذي حققه هدف كوسو لصالح كالياري أمام فريق السيدة العجوز الذي جدّ عليه الشعور بالإرهاق، حيث لم يستطع تحقيق الفوز على الرغم من تغييره لثلاثي الهجوم بديل بييرو وكرازيتش وبوريللو في محل بيبي وماتري وفوتسينيتش الذين انطلقوا منذ بداية المباراة، زاد من علامات الاستفهام حول اللياقة البدنية التي يتمتع بها اليوفي، والذي يحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى. ومن دون توافر بدائل للاعبي الوسط المرهقين، قد يجد المدرب كونتي عزاء في «لعنة كالياري» التي نتج عنها التعادل الثالث على أرض السيدة العجوز بعد التعادل مرتين أمام بولونيا وجنوا، وهو ما يجعل اليوفي يحافظ أيضا على لقب أفضل دفاع في الدوري هذا الموسم علاوة على تسجيله لرقم قياسي جديد في تاريخه من حيث خوض 18 مباراة منذ بداية الموسم دون هزيمة واحدة.

ولكن علينا الانتباه عند الاستمرار في مغازلة هذه الأرقام كثيرا لأن الميلان حقق الفوز ذات مرة، حينما كان يدربه لييدهولم، في عام 1979 بعد هزيمته في ثلاث مباريات في الدوري ليتقدم بذلك على بيروجيا الذي لم يهزم أبدا طوال ذلك الموسم، ولهذا على يوفنتوس العودة إلى الركض من جديد إذا كان يريد التغلب على الميلان بشكل حاسم وعلى الإنتر الذي عاد للانطلاق في الدوري.