بالمشاركة تقل المقاومة

فيصل أبو اثنين

TT

كنت قد كتبت عن مقترح لرابطة الأندية المحترفة وأهمية مشاركة الأندية فيها بما مجموعه أربعة عشر عضوا، بالإضافة إلى عضوين من الاتحاد السعودي، ورئيس هيئة دوري المحترفين، وذلك لوضع الأنظمة والقوانين والأسس التي يجب أن يسير عليها الجميع ويلتزم بها كل الأعضاء من دون تفرقة ومن دون تمايز، وحتى يكون الجميع مسؤولا مباشرا في كل القضايا الرياضية والكروية على وجه التحديد، وتقل لغة التذمر الواضحة بين جميع الأطراف.. فالأندية تعاني الأمرين بسبب المصاريف الضخمة التي يفرضها عليها التسارع الرهيب في العملية الاحترافية من مقدمات عقود لاعبين محليين وأجانب وأجهزة تدريبية لكل الفئات وأجهزة طبية وأجهزة إدارية، مما يجعل الدخول في إدارات الأندية عملية انتحارية تكون عواقبها إما الإفلاس أو الخسارة النفسية والمعنوية، مما جعل تلك النتائج تنعكس على سمعة كرتنا السعودية حتى أصبحت بلا إنجازات ولا محافظة على المكتسبات، بل أصبحت في مهب الريح تنتظر تدخلا عاجلا لإعادة الأمور إلى سياقها الطبيعي، وهذا لن يتم بالطريقة الحالية التي يصعب فيها تحديد المسار وتتسم بعدم وضوح الرؤية.. فعلى سبيل المثال تعتقد بعض الوزارات أن الرياضة يجب أن تحقق النتائج الإيجابية في ظل الدعم القليل وغير المنظم منها، فوزارة المالية خفضت الإعانة للأندية المحترفة، واحتكرت النقل التلفزيوني من دون توضيح لمداخيل الأندية منها وهو الدخل الأهم في عالم كرة القدم، وتأخرت في بناء ملاعب رياضية تحتاجها العديد من المدن والمناطق، كما أن وزارة التجارة ومصلحة الجمارك لم تحافظا على الحقوق الأدبية للأندية من أساليب الغش والتقليد، ولم تعطيا الحماية الكاملة لمنتجاتها.

فالواجب على الاتحاد السعودي وهيئة دوري المحترفين توسيع مشاركة الأعضاء فيها من كل الأندية المشاركة والجهات ذات العلاقة كوزارات الداخلية والمالية والتجارة ومصلحة الجمارك والإعلام، كأعضاء غير متفرغين تكون لهم الأحقية في تصحيح بعض القوانين والتشريعات التي تتوافق مع نظام الوطن، وتكون عليهم مسؤولية حفظ حقوق الأندية والجماهير والمستثمرين والإعلام، والمساهمة في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته، والمساهمة في تطوير الوسط الرياضي ماديا ومعنويا ونظاميا، بما تمتلكه تلك الوزارات من خبراء ومختصين يهمهم رقي المجتمع وحضارته وسمعة المملكة في مشاركاتها الإقليمية والعالمية. فالعمل الفردي يجب أن يتوقف، وأن تتسع الدائرة لكل الأطراف ذات العلاقة ويتم إشراكها في وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي من شأنها إعادة الكرة السعودية لوضعها الطبيعي لأنها ترتبط بأكثر من نصف سكان الوطن.