يحدث في «مدرسة مشاغبين» الهلال!

هيا الغامدي

TT

الشغب والخروج عن نص العقل حالتان توصف بهما حالات الشذوذ عن روح المنطق والمعقول، فيذهب الخيار إليهما طائعا - مشتتا بين التصرفات الطفولية والمراهقة العشوائية وحتى زهايمر الكبار! هم يبتاعون الإبداع بالهوى ويشترون التميز بالكيف والمزاج، يتمردون فيذهبون، يندمون فيعودون، يرحلون فيضيعون وينتهون!! أسوق ذلك و«مدرسة مشاغبين» الهلال تواصل إخراج دفعتها الثانية بأحمد الفريدي بعد أن افتتح باب المشاغبة المستمرة خالد عزيز وكتب خلالها نهايته كنجم شباك بفريقه السابق، وأصبح من بعده لاعبا أقل من عادي الآن! والفريدي يكرر أسطوانة عزيز بنغمة ابتدائية جديدة، غلفها بالعاطفة وغياب العقل عن التركيز ورغبة معلنة للانتقال لناد محلي – خليجي، المهم «إعلان انفصال» ورحيل عن الهلال، هنا نقف عند احتمالات كثر، ساقها قرار طائش له بواعث أساسية أثارت حفيظة محبي الهلال الذين ظن الفريدي أن يضغط على ناديه من خلالهم، خاصة مع قرب انتهاء عقده، لكنه أخطأ التقدير، فالكيان دائما أهم وأبقى، واللاعبون هم المتحولون والمتغيرون، وإذا صح أن باعث ذلك إداري فعلى الإدارة إيجاد الحل الاحترافي المناسب، وإذا لا فعليها أن تكون صارمة أكثر مع لاعبيها بالذات من كان يعتقد في نفسه من الأهمية ما يجعله يمارس سياسة «لوي الذراع» والابتزاز مع قرب نهاية صلاحية العقد الاحترافي، الدلال لن يفيد يا إدارة الهلال، فعين الرضا ليس صحيحا أن تبقى عن كل عيب كليلة. إذا كانت المسألة فنية، فأعتقد أن ذلك ربما عجل مع غيره (تطيير) دول من مهام تدريبه للفريق عطفا على شيوع مسألة عدم ارتياح اللاعبين له.

مسألة (تطفيش) النجوم التي ذاع صيتها سابقا وذهب ضحيتها نجوم كثر ما بين انتقال واعتزال، أعتقد أن القريبين وحدهم الأقدر على إثبات - نفي ذلك! وإيجاد الحل المناسب لها ولو اضطروا لتغيير الإدارة أو تحويلها - تحويرها للشكل الفني خاصة بعد التأهيل العلمي الأولي. كعقوبة، أجد أن الحسم المادي ليس وحده الحل، فالمعنوي مطلوب خاصة مع قرب المباراة الدورية المهمة أمام الأهلي، التجميد على مقاعد البدلاء يفيد بمسألة إعادة التفكير في كافة المسائل العالقة، أتساءل: كيف اتجه لاعب منضبط وملتزم لمثل تلك الحيل لتحقيق شيء في نفس يعقوب؟! فذلك الاتجاه سبق أن أضاع مواهب عدة، اسألوا الغشيان العويران الدوخي العنبر وعزيز، ما الذي حققوه من مكاسب بانتقالهم عن الهلال؟!

تتجدد الآن القضية وربما مستقبلا حتى وإن احتوى العقلاء المسألة بحكمة حلوها في داخل البيت ولا تكبر و«مكيجوها» بميك آب المشاعر العاطفية المتعلقة بهبوط المستوى وخطيئة (الأخ الأصغر)، هذا مع أن الاتجاه بحد ذاته قد ينبئ عن نار مستعرة مطمورة أسفل حفنة رماد مضلل، قد تذروها الرياح عند قرب انتهاء عقد الفريدي وظهور طامحين جدد بخدمات اللاعب، عندها سيكون من حقه الانتقال فلا شيء محال، واللاعب ليس عبدا ولا مملوكا، وليس وقفا خيريا لناديه، بل هو سلعة بسوق كبيرة يحكمها الاحتراف، حري به التفكير في مصلحته، بشرط ألا يأخذ ذلك ما هو أكبر من حجمه!

أتساءل: هل أصبح التلويح، والمطالبة بالرحيل والانتقال، العصا التي يضرب بها اللاعب وتر الإحساس بناديه فقط لأنه كان قد وضعه على قائمة الأهمية كلاعب؟! عجبي!