تيفيز.. اذهب غير مأسوف عليك!

لويجي جارلاندو

TT

تيفيز، اذهب. اذهب أيضا إلى باريس كي تملأ نفسك بالأضواء والأموال، وهذا، في واقع الأمر، أفضل بالنسبة لنا. لن نبقى في الظلام. نادي باريس سان جيرمان مستعد لإنفاق 29 مليون يورو، إضافة إلى ثمانية ملايين مكافأة، من أجل تيفيز، أي مبلغ إجمالي قدره 37 مليون يورو. يتم دفع هذا المبلغ الباهظ في فرنسا، أرض «الملك» ميشال بلاتيني، صاحب قانون اللعب النظيف ماليا. يا لها من مفارقة. منذ أسبوع بالتمام والكمال كنا نتساءل على صفحات «لا غازيتا» على الملأ: «هل تيفيز هذا مفيد حقا؟». إنه سؤال بلاغي يحوي إجابة ضمنية سلبية. أما عن قيمة اللاعب، لا غبار على أرقامه كهداف، لفتنا النظر إلى أن فرقه السابقة (حيث دائما ما أحدث شقاقا) جعلته يرحل من دون أسى، وأن ناديا كبيرا من إسبانيا أو إنجلترا لم يتحرك نحو اللاعب الأرجنتيني بعد مشكلته مع مانشستر سيتي. وكنا نلاحظ خاصة أن إنتر ميليتو وميلان إبرا لديهما طوارئ أكثر في خط الوسط يصعب حلها بعد إنفاق ثلاثين مليون يورو من أجل تيفيز.

كان سؤالا بلاغيا يبدو إشارة ضد الرياح، منذ اللحظة التي دخل فيها موراتي وغالياني حاسمين في استقدام الأباتشي إلى ميلانو. بل إن غالياني، في اليوم التالي، كان ليسافر إلى لندن وهو على استعداد لإنهاء الصفقة، وكان يبدو كل شيء وقد تم الأباتشي في الميلان وباتو في باريس سان جيرمان. وبعدها بأسبوع بدا النادي الفرنسي على وشك إنهاء الصفقة وإن كان ليس لديه بعد موافقة اللاعب. ربما فعل الصديقان كارلو وليوناردو، المدير الفني والمدير الرياضي لفريق باريس سان جيرمان، معروفا لفريقيهما السابقين، ويستحق سؤالنا البلاغي اليوم، بعد عرض السبعة وثلاثين مليون يورو، إجابة بلا أكثر قوة. إننا لا نتحدث عن ميسي الشاب، وإنما عن مهاجم سيتم عامه الثامن والعشرين في الخامس من فبراير (شباط) المقبل ويرجع آخر مشهد له كلاعب كرة إلى 27 سبتمبر (أيلول) الماضي حينما رفض النزول من مقعد البدلاء في مباراة بايرن ميونيخ - مانشستر سيتي في دوري الأبطال.

من حينها، رأينا الأباتشي على الشاطئ، وفي ملاعب الغولف، ويتناول العشاء مع غالياني، ويحمل بشرة برونزية اللون مع صديقته في أحد البرامج التلفزيونية، ولم يتدرب أبدا كي يكون مستحقا للعب في فريقه المقبل. كم من الوقت سيحتاج ليعود إلى لياقته؟ كما أن طعم حرمان الخصم منه لا يساوي 37 مليون يورو، فبعد هذا العرض ربما يتراجع الميلان والإنتر عن السعي نحو اللاعب. ينبغي على الإنتر، الذي عثر مجددا على أميره ميليتو ولديه موهبة شنايدر الهجومية لاستغلالها، تدعيم وضخ دماء جديدة في خط الوسط، حيث يوجد زانيتي وكامبياسو. بينما لدى الميلان حاجة أكثر في الهجوم، لكن ليس بهذا السعر، ويتعين عليه في الوقت ذاته تدعيم خط الوسط (بواتينغ سيتوقف لشهر) والبحث عن ظهير أيسر ذي قيمة. ليس لدينا شيوخ يملكون أندية وإنما موازنات اقتصادية مؤلمة. سبعة وثلاثون مليون يورو؟ اذهب يا تيفيز. حظا سعيدا.