«صفقات شتوية».. أم «انتقالات مؤقتة»؟!

هيا الغامدي

TT

تتصدر الصفقات المحلية الحالية التي يشهدها الدوري السعودي العناوين الساخنة بوسائل الإعلام المختلفة قوة وحساسية وأهمية على ذات النسق الذي وجدت بمنهجية انتقالها «مخرج صدق» على حد اعتقادها من ناديها الأصلي! فما بحثت وراءه من فرص ظهور وحضور وإثبات جدارة ورد كرامة وثقة بالنفس ربما تلقاه بالفرصة الجديدة والاقتران المستحدث والنقلة المختلفة لذهنية تعشق «العقود» الاحترافية من فريق لآخر!!

فاجأتنا الأنباء بمسميات صاحبة ارتباط وثيق مع أنديتها الأم بإعلان فك ارتباط سرمدي مع ناديها ذي الفضل والمكانة الأساسية التي يبقى لها الأثر والبقاء بالنفس مهما جاء بعدها من عقود كثيرة.

لنتحدث صراحة، من كان يظن أو يعتقد مجرد اعتقاد بأن للذابح بعد النصر قبلة أخرى مع ما يمثله من أهمية وحساسية وروابط انتماء شرعية الهوى والمذهب كابن للنادي؟ ومع ذلك فاجأنا سعد الحارثي بانتقاله للهلال الغريم التقليدي للنصر، بالاتجاه المعاكس وقد لا يشكل مفاجأة - صدمة بقدر ما هو خبر عجيب انتقال خالد عزيز من الهلال للنصر على طريقة كبرى مع الشباب الذي لم يدُم طويلا، انتهى بفك الارتباط المؤقت وإعلان تفريق باتجاه النصر الذي لا يزال مهما وضع من ضمانات وتأكيدات وتحفظات على لاعب صاحب سوابق انضباطية، بالتالي صفقة كهذه لا أعتقد أن تقفز أكثر من زمنية وحتمية ومنهجية عقود، ولا أعلم إن كان للشتاء عقود خاصة كنظيره الصيف!

أعتقد والعلم عند الله بأن ذلك الارتباط لن يدوم طويلا، وإن استمر فلا جدوى فنية ولا غيرها سيضيفها وجود لاعب مزاجي بصفوف العالمي المحتاج إلى الدعم الفني أكثر من تجميع جملة رجيع لا تسمن ولا تغني من جوع!! فما بين السطور علامات استفهام يدركها المسؤولون عن صفقات الاحتراف الأصفر!

وما بين قطبي الكرة الغربية الأهلي والاتحاد عقود ارتباط أخرى عرفت طريقها من الخضار.. للصفار و«اليباس» بإشارة واضحة لبدء موسم حصاد انتهى بالاقتلاع من الجذور. الأمثلة كثيرة، آخرها عقد هزازي إبراهيم الذي وثق ارتباطه رسميا بالاتحاد! وبالشأن ذاته يأتي إعلان ارتباط لاعب الشباب عبده عطيف مع فريقه الجديد اتحاد جدة صورة جديدة من صور إعلان «الاتفاقيات» التي لا أحد يعلم متى وكيف ينتهي أجلها! وهنا لي وقفة إشادة بالفريق الأبيض الذي يبدو بأنه لا يملك سعة صدر أو حق ولاية للعقود المنتهية الصلاحية كعمر افتراضي وعطاء وإيجابية وقيمة فنية ومعنوية لفريقه، وبالتالي أنا مع انتقال عطيف وعزيز لأي وجهة، خصوصا الأخير، وفتح المجال لدماء جديدة تعطي بقدر ما تأخذ!

بالمجمل الأعم وكنظرة ذاتية أيا كانت المسميات التي انتقلت حاليا من فرقها الأساسية لفرق «طالبين الود» فلن تتعدى برأيي «عقودا مؤقتة»، وجميعنا يدرك ما لذلك العقد من «تنازلات» يدفع ثمنها الطرف الأضعف (اللاعب) الذي يكتب من خلالها نهايته بيده. أسألكم بالله، كم من لاعب على ذات النسق انتقل من ناديه بظروف مشابهة وحقق نتائج باهرة.. معجزة.. و«عنقودية»؟! لا أحد، لا الزمن ولا الظروف ولا الوجوه هي ذاتها، وبالمختصر «من خرج من داره...» تعلمون البقية!