كيف عاد الأهلي؟

مسلي آل معمر

TT

طوال السنوات الماضية كان الأهلي يجلب نحو سبعة لاعبين أجانب في الموسم وثلاثة مدربين، مع كم كبير من اللاعبين السعوديين، وفي النهاية لا ينجح أحد، وفي ظني أن المبالغة في الاستقطابات قد أفقدت الفريق هويته وخلقت حالة من عدم الاستقرار أدت به إلى أن يترنح نتائجيا لسنوات ليست بالقصيرة.. لكن ما الذي تغير في الأهلي؟ وكيف حدث ذلك التغير؟

يبدو أن المسؤولين في النادي اقتنعوا بأن عدم الاستقرار وكثرة إحلال اللاعبين أفقدا الفريق الانسجام؛ لذا تعاقدوا في الموسم قبل الماضي مع البرازيليين فيكتور سيموس ومارسينهو، وعلى الرغم من أن الفريق لم يحقق نتائج جيدة، وعلى الرغم من مطالبة بعض الأهلاويين باستبدالهما مع نهاية الموسم، فإن الإدارة الأهلاوية تمسكت بهما، عملا بمبدأ «تمسك بالجيد وادعمه بالمميز»، وفي الموسم الماضي وقعوا مع عماد الحوسني، ثم كامل المر، وكامل الموسى.. وأتذكر أنني قلت للأمير فهد بن خالد، منتصف الموسم الماضي: إن أجانب الفريق جيدون. ونصحته بعدم تغييرهم، ولم يغيروا سوى واحد منهم، وبعد رحيل المدرب الصربي لم يجلبوا مدربا جديدا، بل كلفوا مساعده، الذي يعرف الفريق جيدا، فكانت النتيجة تحقيق كأس الملك للأبطال.

من يشاهد فرقة الرعب هذا الموسم لا يصدق أن هذا الفريق هو أحد الفرق التي كانت تترنح في الموسم الماضي في قاع الدوري؛ فمع نفس عناصر الموسم الفائت تم التعاقد مع مدرب مناسب منذ وقت مبكر، كما وضع صانع القرار الأهلاوي يده على الجرح، وتعاقد مع البرازيلي كماتشو ليداوي علة صناعة الألعاب والقيادة الميدانية، مع تدعيم منطقة المحور بالكولومبي بالومينو.. ومن يتأمل في التشكيلة الأهلاوية يلاحظ عليها أنها لم يدخل إليها هذا الموسم سوى عنصرين فقط، وهذا يعني أن الفريق قد عاش استقرارا عناصريا خلق فريقا متماسكا ومنسجما.. الآن ها هي فترة التسجيل الثانية تمر مرور الكرام دون أن نسمع أو نقرأ أن الأهلي يفاوض لاعبا محليا أو أجنبيا، فيبدو أنهم يطبقون مبدأ إما صفقة تصنع الفارق وإما المحافظة على أموال النادي؛ حيث ركزوا على تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة من خلال جلب اللاعبين الذين يصنعون الفارق في الخانات التي يحتاجها الفريق.

في بداية الموسم ومع مرور الجولة الثانية من الدوري كتبت هنا مقالا بعنوان «هل عاد الأهلي؟».. وتوقعت أن يكون هذا الموسم موسما أهلاويا مختلفا، والآن، وأنا أرى فرقة الرعب تستعيد شيئا من هيبتها، لا بد أن أكتب سطورا عن السر البسيط لعودة هذه الفرقة، وهو من ثلاثة أوجه أولها: الابتعاد عن صفقات «رجيع بالتجميع»، أي أن لاعبا مفيدا خير من عشرة احتياطيين، أما ثانيها فهو أن صرف رواتب اللاعبين خير من إهدار الأموال على المخالصات، أما أهمها فيعني أن لاعبا مثل سيموس لم يكلف التعاقد معه في الموسم الأول أكثر من مليون دولار خير من لاعب تصل تكاليفه إلى عشرين مليون ريال!