سيفقدون أعصابهم!

مساعد العصيمي

TT

يبدو أن مواجهة الليلة بين الهلال والنصر موعودة بكثير من المتغيرات.. هي ليست مجرد مباراة نتيجتها تعلق لبعض الوقت ثم ما تلبث أن تزول.. هي بكل المقاييس مؤثرة ومقلقة.. بل إنها ستتجاوز للحكم على عام كامل.. وأي الجهتين سيوصم عمله بالفاشل البليد.. وأيهما سيمنح درجات الرضا والحبور.

لن ألوم جماهير الفريقين إن نحت إلى هذا التوجه.. هي تسير وفق عاطفتها المتأججة ولا تلوي إلا على الفوز، أما ما هو غيره فيمكن تناسيه.. وعليه فإن الضغوط الفنية والإدارية قد بلغت مبلغا كبيرا.. أدركنا مدى التأثر بها جرَّاء التوتر الذي يعلو كلا المعسكرين، لكن لن نجد عذرا للإدارتين إن فقدت الخاسرة أعصابها ورمت بكل توجهاتها لأن خسارة لحقت بفريقها.. أقول: العقل.. العقل ولا عزاء للمتسرعين؛ لأنهم سيدفعون أثمانا باهظة لنزوة الانفعال المبالغ فيها.

في الهلال يرون في الجابر فكرا متميزا ولاعبا تاريخه يشفع له أن يكون حاضر الفعالية.. فكيف اليوم وهو المعني بالجهاز الفني؟ لذا أحسب أن منعطف المباراة له من التأثير الشيء الكثير عليه.. وفي النصر المواجهة موقع الاختبار، ومن يحدد مسار فريق أعياه التراجع كثيرا.. هو يعمل الآن وصفقاته أقرب إلى الإيجابية وجهازه الفني مرضيّ عنه.. لكن هذا كله سينتكس إذا أخفق في الديربي.. والأكيد أن كل الحسابات ستتغير.

من هنا ندرك أن المواجهة تحمل حسابات نفسية سببها الرئيسي أنهما ولأول مرة منذ فترة طويلة يتواجهان وهما قريبان من نسب الترشح.. قد يعود الأمر إلى التراجع الفني الهلالي.. لكن في الأمر شأنا نفسيا من غير اللائق أن نتجاوزه.. لكن الأكيد أن عتب الجماهير لدى الخاسر سيتجاوز إلى الضغط الذي يدرك كلا المعسكرين قسوته.

لن أتجاوز في وصف الحالة، لكن من حقي هنا وخلال مواجهة العتيدين أن أترحم على اللاعب النجم القادر على فرض المتغيرات الفنية لمصلحة فريقه.. في القائمتين لا تكاد تجد مثل ذلك.. اللهم إلا لاعبين مجتهدين ينفذون توجهات مدربين مؤقتين.. هذا حالهم من فرط عبثنا بكرتنا؛ لذا كان ترحمنا على النجوم في هذه المواجهة التي لم تنفك عبر تاريخها من الانقياد لأصحاب المهارات والفكر العاليين.. لكن هو قدرنا وعلينا أن نتحمله.

قبل أن أختم، أستميحكم عذرا بأن أعرج على شأن بات مقلقا لأقول إن رياضتنا، وتحديدا كرة القدم، لا تستحق ذلك الإعلام الذي يختصر كل واجباته ومهامه بعمل هزيل، الهدف منه تصفية الحسابات.. لا تستحق أن يكون العمل لأجلها منطلقا من الميول.. وبما يفضي إلى الاتهامات والتشكيك.. بصراحة، لا تستحق الكرة السعودية إعلاما رياضيا في أجزاء منه تخلف لا يليق.. وبما جعلنا محل تندر لدى الآخرين من فرط الغوغائيين الذين استأنسوا بالأمر وباتوا يعرضونه في كل مكان.