الهلاليون والحوار التويتري

مصطفى الآغا

TT

شخصيا لست مع تحميل المدربين تبعات كل ما يحدث في أنديتنا، ولست مع تغييرهم كما نغير ثيابنا، ولست مع الحديث عنهم على الطالعة وعلى النازلة طوال الموسم فنساهم من حيث ندري ولا ندري بفقدان اللاعبين لتركيزهم ووضع ضغوط على المدرب الذي يسمع الكلام يوميا من هنا ومن هناك، وأيضا نضع ضغوطا على اللاعبين أنفسهم؛ لأنهم عندما يعرفون أن مدربهم «حيطة مايلة» قد يرمون عليه كل أوزارهم الفنية وأخطائهم الفادحة في الملعب.

فمثلا هل دول هو من طلب من عيسى المحياني أن يضيع هدف التعادل على الأهلي وهو منفرد بالمرمى الخالي من حارسه؟ وهل دول من قال لدفاعه أن يدير ظهره لهدف الحوسني؟

وهل 11 فوزا وأربعة تعادلات وخسارتان مع «طقم» جديد من اللاعبين غير المتجانسين مع رحيل أهم اثنين في أحرج وقت هو أمر سيئ؟

عموما الهلاليون أدرى بشعابهم، وكما يبدو فهم رضخوا للضغط الإعلامي والجماهيري فأقالوا الألماني «الصريح الواضح»، توماس دول، الذي انتقده صديقي وزميلي في «الشرق الأوسط»، النجم السابق فيصل أبو اثنين، في أكثر من مناسبة معي عبر التلفزيون في صدى الملاعب وعبر مقالاته وفي «تويتر»، وللأمانة هو لم يطالب بتغييره، وإنما انتقد ضياع اللاعبين في الملعب وتوهانهم الخططي، وانتقد حتى نصيحة البلجيكي غيريتس بأن يتعاقد الهلال مع لاعبيَن من المغرب سيغيبان في أحرج فترة للفريق خسر خلالها الصدارة، وقد يخسر اللقب، وهو قال عبر «تويتر» إن تغيير المدربين في السعودية يعني ضعف الاختيار وكثرة المال وانعكاسا لبيئة الأندية ودلال اللاعبين وقوة الإعلام.

وعبر «تويتر» أيضا قرأت ردا من الأمير عبد الرحمن بن مساعد موجها مباشرة لفيصل أبو اثنين قال له فيه: «أخي فيصل، أحترمك وأقدرك.. قلت في دول سابقا ما لم يقله مالك في الخمر، ولم تجد فيه أي ميزة، ووجدت فيه جل العيوب، وشخص بنجوميتك وبفهمك رأيه مؤثر عند الجمهور ساهم بالتأكيد في تعزيز وترسيخ الصورة السلبية عن المدرب، وعندما أقلناه الآن.. أصبح القرار خاطئا؟ قرار إقالة دول أخذ بالأغلبية في مجلس الإدارة، وكذلك بعد مشاورة أعضاء الشرف الداعمين، ولم نأخذه إلا بعد أن توصلنا لقناعة بأن استمراره غير مفيد للفريق، مع تأكيدي مرة أخرى أنه لا يتحمل وحده تراجع المستوى والنتائج غير الجيدة، سيأتي وقت قريب جدا أوضح كل الأسباب والملابسات... فإذا كان المدرب بالسوء الذي تصفه وليس عنده أي شيء فكيف يكون إبعاده خطأ؟».

هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها تفنيش مدرب في ملاعبنا العربية، وتحديدا الخليجية والسعودية، على الرغم من أنه لم يذهب بالفريق إلى الهاوية، وهنا فعلا أتمنى أن يبدأ نقاش هادئ بعيد عن الانفعالات والحساسيات حول هذه الموضة القديمة التي لم تتغير بوضع كل البيوض في سلة المدرب واللاعبين الأجانب، الذين عادة ما تأتي بهم الإدارات وأعضاء الشرف والداعمون. فهل نتفق مع أبو اثنين على أن تغيير المدربين يعني ضعف اختيارهم وكثرة مال الأندية وصورة لبيئتها ودلال لاعبيها وقوة إعلامها؟

الجواب عندكم