قسم الدراسات والبحوث الكروية في الاتحاد السعودي!

فيصل أبو اثنين

TT

تعيش الكرة السعودية حالة من الركود والاستمرارية بنفس العقلية التي كانت عليها منذ زمن طويل مما جعل نفس الأخطاء تتكرر وتعاد بنفس الصورة ونفس التفكير وكأنها عملية استنساخية تدور بين الأندية السعودية، إلا ما رحم ربي، باستثناء نادي الفتح كناد يفكر بطريقة صحيحة تتفق مع مداخيله المادية، وطموحاته البسيطة في البقاء بين أندية الممتاز، وأعتقد أنه لو وجد دعما كافيا من رجال الأعمال في المنطقة فستكون طموحاته أكبر، ولكن لماذا هذا الاستثناء الوحيد بين أربعة عشر ناديا؟ فغالبية الأندية السعودية، وخصوصا الكبيرة منها التي تعتمد عليها المنتخبات السعودية بشكل كبير، تدار بعقلية عاطفية تستجيب للمؤثرات الإعلامية والجماهيرية بسرعة كبيرة دون التركيز على العملية الاحترافية بشكل كامل، فكثرة تغيير المدربين وتنوعهم، وخصوصا في منتصف الموسم، تقودنا لعدة تساؤلات؟

هل الأندية تختار المدربين بالطريقة الصحيحة وعبر مختصين؟ هل الأندية لديها فائض من الأموال؟ هل بيئة الأندية لا تساعد على النجاح؟ هل دلال اللاعبين أصبح مؤثرا على نجاح المدربين؟ هل الأندية لا تستطيع مقاومة قوة الإعلام؟

فالجواب عليها يحتاج لدراسة متخصصة، لو فعّل قسم الدراسات والبحوث في الاتحاد السعودي لكرة القدم يهتم بدراسة الظواهر الكروية وتأثيرها على مستقبل كرة القدم السعودية ونتائجها، وهو مع الأسف معطل وغير موجود أصلا!!

فالمدربون هم العامل الأهم في مسيرة كرة القدم وتطورها، ومن عداهم مكملون لعملهم، ولكن لدينا النظرة معكوسة، فالإداريون هم الثابتون وغيرهم متغيرون باستمرار!!

فالعالم المتقدم كرويا يضع المدرب في المكان الصحيح، ويكون له الحرية الكاملة في تسيير الفريق بالطريقة التي يراها، ولا يكاد يعرف العالم أسماء رؤساء الأندية الشهيرة ومديريها الإداريين إلا في النادر وعند الاجتماعات الرسمية، ولكن لدينا يختلف الوضع تماما، فالرئيس والإداري هما من يسيران الفريق ويخططان له والمدرب منفذ لأفكارهم! فكم من مدرب قدم للعمل في المملكة وكم من إداري بقي على رأس العمل؟ وهذا أهم سبب في تردي وتراجع الكرة لدينا، كما أن عدم الاهتمام بمدربي الفئات السنية جعل المخرجات ضعيفة وغير مؤهلة، فالواجب تفعيل قسم الأبحاث والدراسات ودعمه حتى يقدم الحلول للكثير من الظواهر التي أضرت بالكرة السعودية وجعلتها تتراجع كثيرا.