تحدٍّ بأقصى سرعة بين الميلان ويوفنتوس

ألبرتو تشيروتي

TT

لمسات بالكعب، وليست كلمات. إبرا مخلوق هكذا، أكثر صلابة من عشب أرضية ملعب نوفارا التي يدهسها بلمساته الساحرة والحاسمة، فهو الذي افتتح وختم آخر مباريات الدور الأول، بسرعة من يريد تأكيد ذاته سيدا لبطولات الدوري، في فصل الربيع وليس في منتصف الموسم. توهم يوفنتوس أن التعادل السلبي، مثلما حدث أمام أتلانتا، سيستمر حتى نهاية المباراة، وعلى العكس اكتسح أفضل خط هجوم للميلان على الإطلاق أسوأ خط دفاع في الدوري الإيطالي هذا الموسم، ليرد بذلك على أبطال الدور الأول الجدد لفريق يوفنتوس. مثلما يرد أيضا أودينيزي المستعد لمواجهة اليوفي مساء السبت المقبل في تورينو. لكن آخر مباريات الدور الأول تعظِّم خاصة من قيمة الإنتر، الذي يعرض أفضل ما يمتاز به، وهو الصحوة داخل الصحوة، من التأخر بهدف نظيف سجله روكي إلى التقدم بهدفين مقابل هدف سجلهما ميليتو وباتزيني. أيضا بفضل ركلة جزاء مثيرة للجدل لم يتم احتسابها للخصوم في اللحظات الأخيرة، حقق الإنتر الفوز السابع له على التوالي، ويتجاوز لاتسيو غير المحظوظ ويصل لأول مرة للمركز الرابع، لكن لو ظل الثلاثة الأوائل يتلاحقون هكذا، محافظين على نفس فارق النقاط، فلن يمكن لفريق رانييري التوقف أبدا من أجل الوصول إلى المركز الثالث على الأقل، من أجل الشامبيونز ليغ المقبلة، خاصة إن لم يتباطأ اليوفي والميلان، ستظل درع الدوري حلما محظورا بالنسبة لرانييري، الذي يطلب، ومعه الحق، احترام عمله «الممتاز»؛ لأنه من الحماقة مطالبته باللعب الممتع أيضا، بعد صحوة كبيرة بدأت بصعوبة في قلب منطقة الهبوط بترتيب الدوري.

في انتظار معرفة ما إذا كان الإنتر سيواصل إذهال الجميع، بتجاوز مراكز أخرى، نحلق لمرة واحدة فوق الإحصاءات التي تمنح أبطال الدور الأول احتمالية 6.8 من 10 للفوز بالدرع، مع تفضيل التوقف عند أرقام أخرى تشرح فارق الأداء بين الميلان ويوفنتوس المرشحين دائما، على الأقل بسبب تفوقهما المتراكم. إن فريق كونتي، الذي لم يُقهر، ويملك أفضل دفاع في البطولة، يتوج الآن بسبب انتظامه بالتركيز على روح الفريق أكثر من الأفراد أو الهدافين الكبار، بعشر نقاط أكثر مما كان عليه منذ عامين في المركز السادس، لكن بفوز واحد وتسعة أهداف سجلها أقل من الميلان.

بينما يرد فريق أليغري بقص ولصق تام لمسيرة الموسم الماضي التي حسم فيها اللقب؛ حيث عدد النقاط نفسه (40)، وعدد الانتصارات نفسه (12)، والتعادلات (4) والهزائم (3)، وأيضا عدد الأهداف نفسه، التي دخلت مرماه (17)، مع فارق وحيد لصالحه في عدد الأهداف التي سجلها (40 بدلا من 34).

إنها أرقام تعزي أليغري من جانب، أيضا في ضوء الإصابات الكثيرة، لكنها تعظم أيضا من الإنجاز غير المتوقع لكونتي من جانب آخر، مع وجود ملحوظة مشتركة تستحق التأمل؛ لأن اليوفي قد غيَّر من مساره في بيرغامو أمام أتلانتا، حينما نزل ماروني، 21 عاما، في الشوط الثاني، وأظهر شخصية كبيرة فورا، وهرب من رقابة جياكيريني في فرصة التقدم 2 - 0. بينما غير الميلان من مساره في نوفارا، حينما قرر أليغري في الشوط الثاني إطلاق الشعراوي، 19 عاما، الذي كان حاسما في جملة الهدف الثاني. إنهم لاعبون صغار واعدون، وإيطاليون ينشأون. وبالتالي إذا ا فكرنا في أهمية بالوتيللي في لقب الإنتر عام 2008، فحسنا فعل كونتي وأليغري بتذكر لاعبيهما الشباب، قبل أن يسيرا خلف لاعبين أجانب ليسوا معهما.