(سامي).. ضالة الهلال؟!

هيا الغامدي

TT

لن أذهب بعيدا إذا رأيت في سامي الجابر المشرف العام على الفريق الأزرق والمؤمل أن يصبح مدربا فيما بعد بحق وبالأدلة (ضالة الهلال) والأقرب لتولي التدريب عطفا على مقومات كثر يدركها الهلاليون، فسامي اللاعب والقائد الحركي الميداني صاحب المهام التدريبية المصغرة المسنودة إليه قيادة لزملائه بالملعب، وسامي الإداري المحنك صاحب اليد الطولى بالشؤون الداخلية كقيادة وتمركز وتأثير، ذهنية تدريبية وخامة فنية سيكولوجية فطرية عطفا على الاتجاه الذاتي للتأهيل والتطوير كعمل احترافي مهني مركز!

وجود الجابر بمعية المدرب الأولمبي بونان المؤقت بمباراة النصر بالكأس مؤخرا أعطى للمهمة ثقلا فنيا وبعدا ذهنيا وعمقا سيكولوجيا كبيرا، خاصة مع انقشاع الغمة السوداء من على أعين اللاعبين وتجلي بصيرتهم من صداع دول و(مسكناته) والتعاطي بأريحية وسخاء مع خطط وفكر زميلهم وإداريهم وملهمهم قائمقام الأعمال كلها سامي الجابر، كل ذلك عزز من علو كعب الهلال وطار به للاتحاد الذي تأهل هو الآخر منطقيا لملاقاة الزعيم من بوابة الفيصلي ولقاء السحاب المرتقب الجمعة القادمة.

(لسامي).. أقول: وجودك بجانب بونان بمباراة النصر خلف كواليس الثقة والحضور لا يكفي يا كابتن، كن شجاعا واقبل المهمة الآن أو مستقبلا، وما المانع؟! وإن كانت الخبرة الميدانية لك كمدرب محترف تؤخرك «تقيدك» فلا أعتقد بأن هناك ما هو أكثر من (ديرة) الشخص (أهله وناسه) كميدان للدعم والثقة ومركز للانطلاقة الأساسية للطموحات، فالشخص يكبر من بيته لينضج ويعلو وينتقل لمراحل أعلى وأبعد وهذه سنة الكون؛ الشيء يبدأ صغيرا فيكبر شيئا فشيئا، استحالة تجد من يؤمن بموهبتك كمدرب ويثق بقدراتك ويدرك إمكانياتك أكثر من بني جلدتك، حتى مع الشهادة العلمية. المسألة عاطفية أكثر من اللازم!

أعود للديربي والانضباط التكتيكي الذي مهد وأكد على تأهل الزعيم، فضلا عن الذكاء الإضافي الذي صنعته الأذهان الهلالية من خلال تأجيل ورقة الدفع المسبقة النصراوية سابقا (سعد الحارثي) للميدان وتأخيره للدقائق الأخيرة كعامل ضغط وتشتيت لنفسيات وذهنيات عناصر العالمي الذي أتفق مع مدربه ماتورانا بمسألة تدني درجات الحرارة الذهنية لدى لاعبيه وتأثرها ببرودة طقس العاصمة (انعدام الحيلة) فضلا عن (بركاته) كمدرب باستخدام ورقة عزيز من بداية اللقاء مما أدى لاحتراقها وانعدام الجدوى منها ومن غيرها!

والسؤال: لماذا افتقدت العناصر الصفراء (التهيئة النفسية) التي أكد عليها الأمير الوليد بن بدر؟! مع أن الفريق مر بمرحلة تجديد وتطوير لعناصر شغلها الشاغل إثبات الأهلية والجدارة؟!

ومن جهة معاكسة تجاه الإيجاب رأينا تأثير الإعداد النفسي المتقن كعمل ميداني وذهني بالجانب الهلالي والذي عمقه وجود العقلية الوطنية كتدريب وإن جاء من وراء الكواليس والأقنعة متلحفا ومتخفيا (ببرقع) الأجنبي بونان!

أتساءل: كيف لنا أن ننشئ خط دفاع بديلا «رديفا» لقائمة عمالقة التدريب؛ الزياني، الخراشي، القروني، كميخ، الخالد..؟! وإمكانيات الجيل التالي ماجد النعيمة الثنيان العويران أنور الدعيع.. متوقفة أو مشلولة بالأحرى؟! أين الخلل، هل هو في الرياضي نفسه أم بالبيئة المحيطة كعامل طارد/جاذب لخدمات هؤلاء؟! وهل ذلك يعني بأن للمدربين الأجانب عقلا إضافيا أو عينا ثالثة أو قلبا بديلا ليحظى بثقتنا وتقديرنا في الأمور كلها؟ عجبي!!!

[email protected]