إبرا وبالوتيللي.. عندما يتراقص الأولاد الأشقياء

أليساندرو دي كالو

TT

أهدأف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بالكعب، أمر تقليدي. وأولها، الذي يتذكره الكثيرون كان في بطولة أمم أوروبا عام 2004 في البرتغال، عندما جعل الكرة تخترق أقدام جيجي بوفون، حارس مرمى المنتخب الإيطالي، من خلال لعبة أشبه بلدغة العقرب. كرة عرضية من الجانب الأيمن ثم يخرج بوفون للاستيلاء على الكرة، ولكن إبرا بكعب قدمه اليمنى، التي رفعها بشكل لا يصدق، أسكن الكرة الشباك، بإمكانه فعل ذلك.

حينها كان لا يزال يتعين على مهاجم أياكس أمستردام الانتقال إلى إيطاليا لارتداء قميص اليوفي وبعدها الإنتر قبل أن يهبط أرض الميلان بعد تجربة (يتعين وضعها بين قوسين) في برشلونة الإسباني. إذن، لمسات الكعب كانت، بالفعل، في أوردة المهاجم السويدي، تلك الركلة العفوية التي تلازم الذاكرة في الجلسات الكثيرة للدفاع عن النفس. وبالنسبة للنجوم الأفذاذ، يحدث أنهم «يشاهدون» في الملعب أشياء لا نستطيع نحن الأناس العاديين حتى النجاح في تخيلها. أما هم «يرونها» ويقومون بها. ولهذا السبب هم حاسمون. يقومون بأشياء سحرية صغيرة تثير دهشتنا، تماما كما فعل إبرا يوم (الأحد) الماضي أمام نوفارا. ثم هناك أيضا الإيطالي ماريو بالوتيللي، مهاجم مانشستر سيتي، هو أيضا فتى شقي ومندفع، ويرى هاري ريدناب، مدرب توتنهام الإنجليزي، أن سوبر ماريو استهدف، بشكل متعمد، بكعبه رأس المسكين باركر، لاعب وسط توتنهام، المفوض من قبل ريدناب للدغ كواحل جنود المدرب مانشيني. يمكن الاعتقاد بأن مدرب توتنهام صرح بذلك لأنه كان منزعجا من خسارة فريقه؛ وربما تكون لمسة كعب بها شيء من المكر.

بالتأكيد أن إبرا كان أحد أساتذة بالوتيللي خلال السنوات التي لعب فيها الاثنان في الإنتر، واللاعبان أيضا يتعاملان مع مدير الأعمال ذاته وربما، آجلا أو عاجلا، يعودان إلى اللعب معا. وقد يعد سوبر ماريو واحدا من رفقاء منطقة الجزاء القلائل الذي قد يتحمل إبرا وجوده بين أقدامه عندما يتحرر من إعاقة أليكساندر باتو. وحتى هذه اللحظة يواصل المهاجم السويدي صنع الفارق، فقد أحرز 14 هدفا في 16 مباراة لعبها مع الميلان خلال دور الذهاب من البطولة المحلية. وهو ما يعد رقما قياسيا لم يحققه زلاتان من قبل.

ولكن ماريو لا يمزح هو الآخر مطلقا. فما بين الجنون والإصابات يشارك بالوتيللي قليلا مع فريقه الحالي. ولكن، عندما يلزم الأمر يصير حاسما، مثلما حدث يوم (الأحد) الماضي أمام توتنهام، حيث استطاع أن يحصل على ضربة جزاء ويسجلها في الوقت بدل الضائع من اللقاء ليهدي بها الفوز لفريقه (3/2). وفي الواقع، تلك الطريقة التي احتفل بها ماريو بالهدف (أنف ثابتة وأذرع مفتوحة على مصراعيها) يذكرنا بشخص ما اسمه بالوتيللي.