قمة وندية.. أتوقعها «ترجيحية»!

هيا الغامدي

TT

التخمينات المسبقة للقاء كلاسيكو الليلة الذي سيشعل الحطب في ضلوع صقيع (برد) الرياض، وسيستضيف خلاله الهلال نظيره الاتحاد في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ولي العهد هذا العام، ليست رجما بالغيب ولا قراءة كف غيبية للكأس التي ستحمل هذا العام مسمى سيدي ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز (حفظه الله ونصره)، فالندان الطرفان عضوان مستمران، وإن باعدت بينهما المسافة الزمنية هذا العام، وربما ما قبله، في حلبة السباق الأوتوجينيكي المعروف.. فالندية لا تنتهي بين الاثنين لدرجة تخرجها أحيانا عن الحواف المحيطة للميدان الأخضر لمدرج وإدارة وإعلام وجوقة من التحديات والمتضادات والكيميائية!

مخطئ حد الجهل الجازم بمنتصر هذه الليلة، القافز فوق حواجز الانتظار للنداء ما قبل الأخير على الكأس الغالية، وظالم حد ركام الظلمات السود بليل غاسق قاتل الحقيقة الذاهبة لصعوبة مناظرة الليلة الكروية بين الذراعين الغربي والوسطي (الهلال والاتحاد).

قمة الكأس ستكون جاهزة للطبع الأخير والنشر بعد نهاية مصير محتوم لندين حظهما السيئ أوقعهما في مواجهة مبكرة قبيل موقعة الكأس!! لنسلم طوعا بحتمية الفراق الأكيد للزعيم أو العميد، فقمة هذا العام مختلفة باختلاف مكوناتها وكيميائيتها وأرضها وطقسها وظروفها، وقبل ذلك مسماها الجديد، وقائمة الكواسر الجوارح الجديدة، وبالجانبين جوقة من المتفرقات الخطيرة.. فالزائر الاتحاد ثقيل بخليط مكوناته صناعة (الكيك) الجاهز للتناول، ما لم تفعل عناصر القوة والإيجابية، ولعلي أركز على قائمة المضافين الجدد هزازي وعطيف وأندوما.. والمستضيف الهلال بسطوته وسلطانه ونفوذه على الكأس سنين طويلة بسيفه وصولجانه. بحق المسافة متساوية كحظوظ، والندان (عينان برأس) المحظوظ منهما رقميا - تهديفيا سينتقل للكأس ويضرب معها موعدا أخيرا.

الهلال والاتحاد أو العكس كبرياء مصبوغ برائحة الثأر والنصر والحظ واستثمار الفرص وأشياء أخرى قد يدنيها القدر من صاحب الفرصة القريبة!

تحديات كثر قد يرسمها لقاء الليلة الذي يشكل ثقلا بنقطة مركزية للكرة السعودية كداعم للمنتخبات.. أولمبيا الأمر أوضح، ولعمري رأينا كيف كانت للعناصر الأولمبية كلمة عليا بلقاءات دور الثمانية في كلا الجانبين، ومن الضروري الإشادة بفكرة الاستعانة بالعنصر الأولمبي الواعد، فعسيري وباهبري وأبو سبعان والبيشي وعابد.. ثمار يانعة بمستقبل الأيام للكرة السعودية ولفريقيهما اللذين وضعا الضوء الخضر في طريقهما الفتي الواعد.

كثيرة هي الحالات والدلائل التي تدلل على أن كرة القدم ميدان للبررة والصالحين - اليانعين ولا مجال فيها للعصاة - المتكاسلين المسترزقين ومنتهي الصلاحية عموما، فنجوم «جبر الخواطر على الله» مكانهم الضمان الاجتماعي إذا انعدمت لديهم الحيل بعيدا عن النادي الذي هو مكان للعاملين والمنتجين.

قمة الليلة يحركها قائدان حركيان داخل وخارج المحيط الأخضر، أحدهما على علاقة بإنارة بصيرة زملائه بالميدان والآخر إداري مشرف برتبة مدير فني مساعد، فأيهما سينتقل بفرص فريقه للمباراة الختامية ويلاقي متأهل السبت بين الأهلي والاتفاق؟

أتوقعها ترجيحية، وكل شيء جائز وحاضر، والأرض والجمهور السلاح الحدي الجانب، والإعلام القوي النافذ، وجمهور يقيني أنه كان قد استوعب الدرس من الجانبين، ما لم تحدث مشاهد كوميديا جديدة تعيد لجنة الانضباط إلى الصورة مجددا.