كونتي منح اليوفي قلبا من فولاذ وشكلا أشبه بالمياه

لويجي جارلاندو

TT

أكد أليغري مدرب الميلان في بداية الموسم الحالي احتفاظه بطريقة اللعب التي فاز من خلالها بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي (4-3-1-2)، مع دعم خط الوسط بأكويلاني ونوتشيرينو. ولعب ماتزاري وغويدولين مدربي نابولي وأودينيزي بنفس طريقة اللعب المعتادة للفريقين مع إدخال تعديلات طفيفة لا تذكر. وهو ما فعله أيضا لاتسيو. لكن الإنتر واليوفي حاولا تغيير طريقة لعبيهما مع بداية الموسم الجديد. وكانت تلك المحاولة بالنسبة لغاسبيريني مدرب الإنتر أشبه بدق مسمار مطاطي في قاعدة أسمنتية ولم تنجح. وقد أدرك كونتي مدرب اليوفي استحالة اللعب بطريقة 4-2-4 بتشكيل الفريق الموجود لديه. وقد تبعه اللاعبون في جميع الطرق التي طبقها، من طريقة 4-2-3-1 إلى طريقة 4-1-4-1 ومن طريقة 4-3-3 إلى طريقة 3-5-2 وهذا هو مصدر قوة اليوفي الحقيقي اليوم. فهو يجيد تغيير طريقة اللعب مع الحفاظ على هوية الفريق ونتائجه. فاليوفي يستطيع تغيير انتشار لاعبيه داخل الملعب لكنه يبقى دائما الفريق القوي الذي يهاجم بكثافة وانسجام، مثلما علمه كونتي.

فقد لعب اليوفي، على سبيل المثال، بخمسة لاعبين في وسط الملعب وثلاثة في الدفاع أمام نابولي وأودينيزي وكذلك أمام روما من أجل منعه من تبادل الكرة ومهاجمته من الجانبين اللذين يتصدى لهما لويس إنريكي مدرب روما عادة بظهيرين من أصحاب النزعة الهجومية. وعلى العكس كانت طريقة الدفاع بثلاثة لاعبين التي اقترحها غاسبريني في الإنتر تبدو وكأنها شر مستطير، لكننا شاهدناها في سان سيرو من خلال فريق برشلونة الذي هزم الميلان في عقر داره. وليس حقيقيا أن الإنتر كان يفتقد للاعبين القادرين على تطبيق الدفاع بثلاثة لاعبين، بل كان يفتقد إلى قابلية التغيير وترك ما تعود عليه. ويظهِر الإنتر في الوقت الحالي، الذي يحتاج فيه إلى التخلي عن طريقة 4-4-2 التي اعتاد عليها من أجل اللعب بشجاعة ومهارة أكبر تقتضيها المنافسة، نفس المقاومة والعزوف عن التغيير. وهو عيب في المرونة الخططية تعاني منه دائما الفرق المتقدمة في السن والخاملة. لكن اليوفي، الشاب والمتعطش للانتصارات، يترك نفسه للمدرب كونتي ليشكله كيف يشاء.

وكلما أدى لاعبو اليوفي أشياء كثيرة جديدة، ازدادت قناعتهم بالقدرة على أداء أشياء أخرى. إن تغيير الأداء يفتح العقل ويزيد من الثقة بالنفس. ويكسر أيضا حاجز الروتين في موسم طويل للغاية. وهذا الروتين هو الخطر الذي يهدد نابولي، الذي قضي عليه أن يلعب بشكل ثابت لا يتغير مطلقا حتى يحقق نتائج جيدة. فجميع المباريات التي يؤديها بشكل رائع تكون متشابهة، من خلال الهجوم عبر جانبي الملعب وانطلاقات كافاني ولافيتسي. وقد صنع المدرب ماتزاري نموذجا ممتازا تمكن خلاله من أداء مباريات قوية وجيدة لا سيما في دوري أبطال أوروبا. لكن لاعبي نابولي في النهاية يبدون كثيرا وكأنهم ممثلون يشعرون بالضيق والملل من تكرار نفس الجملة واللعب بطريقة 3-4-2-1 التي لا تتغير. وإذا قام ماتزاري بتدريب الفريق على اللعب بأكثر من شكل وأكثر من طريقة، ربما استمتع لاعبو فريقه بالتجديد وفقدوا عددا أقل من النقاط في بعض المباريات المملة التي يلعبونها أمام الفرق الصغيرة. ولهذا السبب يعتبر أنطونيو كونتي مدرب اليوفي حتى الآن هو أبرع مدربي الدوري الإيطالي هذا الموسم. فقد منح الفريق قلبا من فولاذ وشكلا أشبه بالمياه، التي لا تتخذ شكلا أو قواما ثابتا.