كانت تصريحات مليئة بالثقة.. تضمنت الكثير من الانبهار بما يملكه الفريق من لاعبين صغار وشباب لا يزالون في مقتبل العمر.. «نملك أفضل لاعبين سعوديين في فريقنا فلماذا نبحث عن مماثلين لهم في أندية أخرى..»!
أسأل نفسي: لماذا قال الهلاليون ذلك؟ هل هم بالفعل مقتنعون أن فريقهم يملك أفضل لاعبين سعوديين.. وإن كانوا كذلك فهل يكفي ذلك لتحقيق أحلامهم الكبيرة وليست الاعتيادية التي يحققونها كل عام؟!
ماذا فعل الفريق الأزرق حتى تصل لغة الهلاليين لهذا الشكل من «العلو» و«التفضيل» في ما يخص شبابهم على الصعيد الكروي.. كانت هناك خسارة أمام الأهلي وفوز رباعي على فريق متهالك وثنائية في فريق لا يزال يبحث عن ذاته منذ أكثر من 3 أعوام؟!
لست ضد «السعادة» بفريق كهذا لكنني ضد «الطقطقة أو النفخ الإعلامي» الذي هو بالتأكيد ليس في صالح لاعبين لا يزالون في بداية حياتهم الكروية.. عودوا لكبار النجوم الحاليين ستجدونهم مثل فقاعات الصابون تكبر حتى تنفجر وسط تفرج أنديتهم وإعلامهم!
صحيح أنهم يملكون الإمكانات والمهارات العالية.. صحيح أن الهلال قدم كرة لافتة في الفترة الأخيرة.. وصحيح أن كرة القدم السعودية بحاجة ماسة وجادة لمثل هذه النوعيات لكن ذلك لا يعني أنهم حققوا الأهم على الصعيد الكروي!
ترى ما هي مخططات الهلاليين واستراتيجياتهم في كل عام؟! هل يعقل أن تكون عند الحد الأدنى حيث البطولات المحلية التي «ملتها» جماهيرهم وباتوا يعيرون بها كل عام إلى حد أنك غير قادر على تحقيق البطولة الخارجية!
ما الجديد حينما تفوز ببطولة تعودت الجماهير عليها منذ عقود.. إنهم يريدون ما عجزت الفرق الأخرى عن تحقيقه!
نعم.. هم ينالون الأفضلية المحلية حينما يتزعمونها لكنها ليست كافية لتطلعات جماهير لطالما فرح السابقون منهم بإنجازات أكبر وأضخم وأعظم في سنوات مضت!
ليسأل الهلاليون أنفسهم: هل الفريق الذي ينفخونه إعلاميا «حاليا» و«طقطقته الميدانية» محليا قادر على مقارعة بيروزي الإيراني والغرافة القطري وباختاكور الأوزبكي.. وغامبا أوساكا الياباني وايلهوا تشونما الكوري ومواطنه تشونبوك؟!
حينما تبني فريقك فإنك تضع في مبادئك.. كيف تتفوق على منافسك المحلي والخارجي؟ هذه هي السياسة التي يجب على المسؤولين في كل الأندية العمل بها إن كانوا يريدون المنافسة الخارجية والفوز بالألقاب!
ما كتبته أعلاه رسالة لصغار الهلال بأن يحافظوا على مواهبهم وأن لا يهتموا بما يكتب عنهم حاليا حتى وإن كان ما يكتب مصدره رئيسهم ومدير الفريق.. ليعلموا أن سلم المجد الكروي درجات.. وليفهموا أنهم لا يزالون ينتظرون ركوب هذا السلم.. فكيف إذا ركبوه؟!
أما الهلال فعلى إدارته أن لا تركن إلى ما تدعيه بأنها لا تحتاج أحدا على الصعيد المحلي فعمق الدفاع بحاجة إلى لاعب يقوي من بجانبه.. وهيرماش يرغب في من يعينه في «الملمات»، أما العربي فإن واصل الحضور مع الهلال فهو بحاجة إلى مهاجم خطير وقناص وبالطبع ليس على شاكلة الموجودين الحاليين الذين يعانون أمام دفاعات الفرق المحلية!!