ثقافة الاختلاف تختنق.. الأهلي والشباب أنموذج؟!

مساعد العصيمي

TT

هل بات بمقدرونا أن نترحم على الخطاب الرياضي السعودي.. نعم فقد أصبح ذلك ممكنا من جراء إسقاطات وتراجع وتراشق بدأت وكأنها بسيطة تافهة لكن نفخنا فيها صعّب علينا إزاحتها.. فليسمح الجميع من المنتمين للرياضة.. إننا ما فتئنا نصنع مناوئين ونتلذذ بمناوأتهم.. هذا هو واقعنا الرياضي.. وتلك لغة خطابنا.. وما أشد أسفي أن يكون ناديا الشباب والأهلي طرفين في ذلك المنظور المؤلم.. كيف لا وهما قد صنعا من الحبة قبة.. ليس إلا أن تصريحا صدر تعبيرا عن التحكيم.. الكل يرفع عقيرته بالشكوى من التحكيم سعوديا أو أجنبيا.. فلماذا نتوقف عند هذا الحد لنعلن ماهية علاقاتنا مع الآخرين.. كانت مبالغة مضرة عرفنا نتاجها السيئ حينما انتقلت إلى الآخرين في الخليج.. ولعل مبادرة أخرى تنقلها إلى الصحافة العالمية.. كيف لا وأخبارنا تلاك هناك تشفيا وانتقاصا؟!

لم يكن لائقا ما أفاض به الزملاء في كلا الجانبين الأهلاوي والشبابي.. ولم يكن محببا أن نعلن عن حساسية مفرطة تجاه بعضنا.. ولم يكن جديرا أن ينساق الإعلام إلى لغة يعلوها التذمر ورفض كل ما يخص الآخر.. إن كان هناك اختلاف فليبق في إطاره.. وإن كان خلاف فلنعل لغة العقل لوأده.. لكن بدا أننا لا نتقبل حتى لغة الاختلاف البسيطة لنصنع من بعضها كلمات لاحتقار الآخر.. بل إننا نسوقها لتكون لغة الرعب والرفض ونجعلها حاضرة إزاء كل مخالف لنا.. بل نتجاوز للمطالبة بالعقاب والعزل وقبلها التأليب. لم أقرأ لأحد من كلتا الجهتين كان صريحا في رفض ذلك المنطق والسبب أن لذة الانتصار للمعسكر تفوق كياسة الرفض والاعتذار.

لست في محل فك الاشتباك.. لكن يبدو أن مجالنا الكروي لن ينفك عن ممارسة خطابه المتعالي المبني على عدم الثقة بالآخر والمنافس.. وإن كنا قد تمنينا أن وعيا سيظهر ليرفع من شأن التحاور والخطاب.. لكن هيهات ونحن ننغمس كل يوم بما هو أشد حتى بلغنا من سوأتنا أننا نتحدث الآن عن الدنبوشي لنواري تردي نتائجنا.. وحسبنا الله.

جميل القول إننا نتمنى رقيا في الاختلاف والحوار وبما ينعكس على خطابنا وتحاورنا.. لكن يبدو أن ضعفا نعاني منه انعكس على لغة الإعلام الرياضي الصادرة من الإداري والمتحدث بل وكاتب المقال.. والأخير من فرط شغفه بإعلان انتمائه لا بأس لديه إن قدس الكيان وتذلل للمسؤول.. ولا نضع في ذمتنا شيئا من ذلك، لكن رائحة الأسطر باتت نتنة وهو لا يعلم أنه ضار غير نافع.. حوارا ومقالا.. أختم بأن أقول إنني لست في محل المنظّر لخطاب رياضي أكثر رقيا ولا أنا بالمتبني للماهية التي يجب أن يكونها، ولا بمبرئ نفسي من الخطأ، لكن علينا معشر المنتمين إليها أن نعرف حدود الاختلاف أكثر كي نعلي الهدف الأسمى الذي نحن بصدده إعلاما وإدارة.

[email protected]