تحليق طويل بين اليوفي والميلان

ألبرتو تشيروتي

TT

يبدو الأمر وكأنه مباراة نهائي لن تنتهي، مثل التحدي الأخير المثير بين ديوكوفيتش ونادال. توهم يوفنتوس الهروب بالصدارة بعيدا ويستمتع الميلان بالاقتراب منه مجددا. نقطة واحدة كانت تفصلهما في ختام الدور الأول، ونقطة واحدة تفصلهما الآن مع بداية الدور الثاني، مع توديع كثير لأودينيزي والإنتر، أكبر الخاسرين في لقاءات نهاية الأسبوع القوية التي يسعد فيها من وراء الاثنين الأولين لاتسيو فقط.

ما بين الفوز بمعاناة 2 - 1، الذي قلل فيه لاعبو كونتي من طموحات أودينيزي والفوز المريح 3 - 0، الذي اكتسح من خلاله لاعبو أليغري فريق كالياري، هناك فقط الـ3 نقاط على أي حال. في ما خلا ذلك، تجدر الإشادة بأسلوبين يبدوان متعارضين، من ناحية انتظام يوفنتوس، الفريق الأكثر طرقا للعب ولاعبين مختلفين للقيام بالأدوار، والذي يفوز برجولة كما يشهد الجميع، ولم يخسر قط ويمتلك أفضل خط دفاع في البطولة. ومن الجهة الأخرى، الصعود الكثير والهبوط القليل للميلان، مع طريقة لعب وحيدة، والذي يفوز بإبداعات مواهبه الفردية، من هداف الدوري الجديد منفردا إبراهيموفيتش إلى نوتشرينو الأكثر مفاجأة دائما، والقادرين على تسجيل 22 هدفا معا، أي نصف الـ43 هدفا تقريبا (مثل عدد النقاط) التي سجلها الميلان، صاحب أفضل هجوم في البطولة.

من خلف ثنائي القمة، فاجأ الإنتر، الذي غاب عنه الفوز الثامن على التوالي في الدوري، الجميع بسقوطه في ليتشي، أمام الفريق الوحيد غير القادر على الفوز على ملعبه حتى يوم الأحد؛ حيث كان قد حصل للتو على تعادلين. وهكذا يستعيد لاتسيو المركز الرابع، الذي تركه للإنتر تحديدا يوم الأحد الماضي، بالفوز على كييفو بثلاثية. صحيح أن هدف جياكوماتزي قد جاء في أفضل لحظات الإنتر، لكن بخلاف تصديات الحارس بيناسي الرائعة جدا، يؤكد الإنتر تراجعه، الذي رأيناه في الفوز الأخير على لاتسيو، خاصة في الخسارة أمام نابولي، في كأس إيطاليا.

إنه تراجع يمكن تفهمه ومتوقع أيضا بوجه عام؛ لأن الصحوات الكبرى تنعكس على المستوى العصبي، وبصفة خاصة لأن رانييري لا يمكنه صنع معجزات بعصر لاعبي وسط مضطرين من سنوات للمواقف غير العادية، من دون بدائل حقيقية مثل زاراتي الذي تم تضخيم قيمته وزاراتي الفوضوي. وفي واقع الأمر، بدا نزولهم في الشوط الثاني تحركا خاطئا؛ لأنه يسبب البكاء على من تمت التضحية بهم، شنايدر وأوبي، مما يعد تأكيدا غير مباشر لأخطاء حملة الصفقات الأخيرة. لكن مثلما كان صحيحا عدم التوهم بالفوز بدرع الدوري، من السليم الآن عدم وضع الآمال للوصول إلى المركز الثالث، شريطة الأخذ في الاعتبار أن هذا أقصى هدف؛ نظرا لأن أمامه يوجد أودينيزي دائما ولاتسيو مجددا. هذا لأن عند هذه النقطة من بطولة الدوري يقتصر الصراع على لقب هذا الموسم على يوفنتوس والميلان.