الفكر الرياضي.. مضروب؟!

مساعد العصيمي

TT

من يقرأ الخطاب الكروي السعودي لأكثر من عقد يجد أن هذا الخطاب مضروب ليس في مفاصله.. بل في قلبه أيضا.. مضروب حتى بات الدواء قد لا يجدي فيه.. وتجاوز إلى حاجته إلى صدمة كهربائية إما تفيقه أو تزيد من معاناته.

بكل أسف فكر يقتات من التعصب.. ويعتاش من المؤامرة.. كل يجير الأمور وفق ما يضمن له الحضور لدى أنصار أو شرفيي الفريق الكروي الذي يفضله.. ويا للمأساة حين يتلون الإداري والإعلامي والمحلل ألف مرة خلال سنوات قليلة لينضم إلى الفكر الذي بات متهدما.

الرياضة السعودية تعاني.. تعاني حقا.. متكسبون مطبلون.. متلونون.. شاهدوا البرامج؛ اقرأوا الصحف.. وأحيانا يكون العذر: الرزق يتطلب ذلك.. هي عبارة للاعتذار من المسؤول المنتقد.. أجارنا الله وإياكم من رزق ينطلق من هذا الفكر.

كيف لنا أن نطور الفكر الرياضي السعودي وهؤلاء المسترزقون أو العابثون من يتحدث خلاله أو عنه.. طالبنا بحوار.. فهل سيعمل بمتطلباته إن فعل.. لكن هيهات أعيتنا الحوارات لأن نتاجها لا يطبق.. طالبنا بشفافية.. لكن المسترزقون المتحدثون دائما بأسماء كبار مسؤولي الأندية والاتحاد ماطلوا كثيرا.. الرزق يحب الاعتذار وتكرار اسم الممدوح وأيضا يحب الخفية.. هذا هو الفكر لدى المتملقين.. هذا هو محط الانحدار والتناقض.. تجد أن نتيجة مباراة واحدة تعيدنا إلى سنوات من المعاناة.. اختلاف بسيط.. يقذف بنا إلى آفاق الكذب والتشكيك ويدمي الفكر.. كم نحتاج لكي نتبرأ من سوء الدبرة والحال التي جعلت فكرنا الرياضي.. مضروبا.. نحتاج كثيرا ما دام أن مثل هؤلاء منظرونا.

كيف نتطور ونرتقي.. فمن هو ضد عمل أو منافس أو إداري أو حكم بالأمس يعود بكل غلظة ليدافع عنه بكل قوة في الغد.. هي ليست ديمقراطية أو تراجع عن الخطأ.. بل «خرباطية» يمارسها لأن فكره ضارب مع الفوز ومع الشرفي والجمهور.. والتكسب الذي ينتظره من كرة أعياها كثيرا مثل هؤلاء.

ما دام أن العملية مضروبة أيضا في تفسير ماهية الإداري المطلوب.. والإعلامي المطلوب والمحلل المطلوب.. والحوار المطلوب.. فلنا أن ننتظر لعل فجرا كرويا يأتي ليعيدنا إلى مرحلة البناء والارتقاء التي سعدنا بالانتماء لها خلال حقبة سابقة.. لأن سنين التراجع والهدم بدأت تعيينا وتسرع من وتيرة وأد فكرنا الكروي.

يبدو أنني وكما قال عمنا البدوي «أنفخ في قربة مشقوقة» وأنا أستخدم مفردة الفكر لأولئك الإداريين الفارغين.. والإعلاميين الذين تقرأ فكرهم من سرعة تحولهم.. ومن جماهير باتت أسيرة للطرح الرديء.. لأنهم لا علاقة لهم بالفكر.. هو لديهم وجاهة وصفاقة.. ولا بأس من بعض شحادة وفي النهاية كرة أو رياضة تئن من سوء الحال والدبرة.. وباتت علتها أن أوردة الفكر لديها متعطلة.. بل مضروبة.

[email protected]