إدارات «لا تستحي»..!!

عبد العزيز الغيامة

TT

«لا أعرف لماذا باعوا ويندل للشباب، كما أنني لا أعلم حتى هذه اللحظة لماذا أجروا مخالصات مالية مع صالح الصقري ومناف أبو شقير.. لا علاقة لي بذلك على الإطلاق».. هذه ليست تصريحات مدير فريق أو نائب رئيس ناد أو رئيس أو حتى عضو شرف، وإنما مدرب الفريق.. المدير الفني الذي يفترض أن يحسم كل قضايا التغيير في تشكيلته التي يديرها..!

لماذا يحدث ذلك في أنديتنا؟.. نطالب بالاحتراف، لكننا أول من يقتل معاني هذه الكلمة، بتدخلاتنا ومحسوبياتنا ومجاملاتنا بل وغطرستنا ورغبتنا في أن نكون كل شيء.. نريد أن نكون الرئيس ومدير الفريق والمدرب في وقت واحد..!

بصراحة أكثر.. لماذا نهدر عشرات الملايين لإحضار المدربين الأوروبيين أو اللاتينيين؟.. وبصراحة أكثر وأكثر.. ما يحدث لدينا «عيب»، وأعتقد أن هذا هو أفضل تعبير يمكن أن يقال لهذه النوعية من الإدارات التي تختزل كل شيء.. ضد كل شيء!!

حينما ذهب الألماني توماس دول إلى بلاده صرح قائلا «وضعوني في موقف محرج.. فرغوا الفريق من كل نجومه ثم قالوا لي: الآن عليك أن تواصل عملك».

لماذا يفكر المسؤولون في أنديتنا نيابة عن «المدربين»؟.. ولماذا يقومون بدور المدرب خارج الملعب وداخله؟!!

أتذكر أن مسؤولا كبيرا كان يناقش كل صغيرة وكبيرة مع المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم قبل وبعد كل مباراة.. ورغم ذلك كان الفشل يلاحقهما أينما حلا، والسبب لأنهما لم يمنحا المدرب الفرصة الكاملة ليقرر قبل أن يبدأ في العمل..!

نعم.. الأمر لا يقتصر على رؤساء الأندية ولا شرفييها، وإنما على إدارات المنتخبات الوطنية لكرة القدم، ولكم أن تتصوروا أن مدرب المنتخب السعودي «الهولندي» فرانك ريكارد لا يعلم شيئا عن أسباب عدم ضم نواف العابد وإبراهيم غالب ويحيى الشهري إلى تشكيلة المنتخب الأولمبي، وأما لماذا هذا السؤال فلأن أحد مسؤولي المنتخبات قال إن السبب هو رغبة ريكارد في عدم تشتيت أذهان هؤلاء اللاعبين باعتبارهم سينضمون للمنتخب الأول!!

الإداري أم المدرب؟!.. أحدهما يكذب.. والأقرب أن الإداري (كالعادة) تدخل في ما لا يعنيه، وهذا يؤكد أن مزاجية العمل الإداري لا تزال تضرب أطنابها في المنتخبات قبل الأندية..!

أحد الشرفيين الكبار كان يرجع عدم اختيار المدرب للاعبين الأجانب إلى السمسرة، لكنه ربما نسي أن السمسرة قد لا تأتي من المدرب بل ممن «حوله»، وهم كثر!

في الختام.. كل ما أتمناه أن «يستحي» هؤلاء الرؤساء وهؤلاء الإداريون مما يقومون به حاليا، فالنجاحات التي يحققها المدربون بالتأكيد ستحسب لهم، كما هو حال الفشل الذي سيكون «مآلهم» في حال وصلوا إليه جراء قراراتهم وتدخلاتهم الفنية التي لا تنتهي..!

[email protected]