أين الاتحادات الرياضية من الحقوق؟!

عادل عصام الدين

TT

تساءلت «استاد الدوحة» القطرية: «أين القيادات العربية من حقوق التلفزيون؟» عن الجانب المالي وتوزيع حصص الدول المشاركة في البطولات الآسيوية لكرة القدم، منتقدة الأسلوب الذي تم به التوزيع كأن يأخذ اليابانيون أضعاف ما نالته كرة غرب آسيا، وذكرت المطبوعة أن الكرة السعودية وحتى الإماراتية نالتا حصة أكبر من القطرية.

أي أن المطبوعة القطرية تدافع عن حق الكرة القطرية. وهذا السؤال يقودني للعودة مجددا إلى الظلم الذي تعانيه القنوات الرياضية العربية؛ لأنها في «الحزن مدعية وفي الفرح منسية»، وهي إلى هذه اللحظة، وبفضل اتحاد إذاعات الدول العربية «الأسبو»، تنقل مختلف منافسات قارة آسيا، وأظن أن أفضل ما فعله «الأسبو» في مشواره هو النجاح في نيل حقوق آسيا كاملة.

وهذه الحقوق لم ولن نعرف جمالها وفضلها وحلاوتها وأهميتها إلا ابتداء من العام المقبل بعد أن طارت الحقوق من الاتحادات التي تحتضن كل القنوات العربية الرسمية.

طارت حقوق آسيا، كما طارت الحقوق الخليجية في السنوات الأخيرة، مع الأسف الشديد.

يستمتع المشاهد هذه الأيام بمتابعة بطولات آسيا على مستوى الأندية والمنتخبات، مالكا حق اختيار قناته المفضلة، أو معلقه المفضل، أو «محلله» المفضل، على اعتبار أن كل القنوات تملك الحق، ناهيك عن أهمية العودة للقناة التي تهتم بمنتخب البلد؛ حيث خصوصية التحليل والتعليق والتقويم.

وبدوري أسأل، كما سألت المطبوعة القطرية من زاوية أخرى بعيدا عن الجانب «المالي» الذي قضى على الأخضر واليابس في عهد بلاتر: أين الاتحادات الرياضية العربية من الحقوق الإعلامية للمواطن الرياضي العربي؟!

وكنت قد تناولت هذا الأمر مرات كثيرة متسائلا عن الإجحاف الذي تناله القنوات، على الرغم من أنها هي سبب نجاح المنافسة الرياضية.

لماذا يهمل جانب الإعلام؟ ولماذا لا يتم التشاور مع مسؤولي القنوات قبل اجتماعات تنظيم البطولات كما حدث في البحرين الأسبوع الماضي؟!

لماذا نركز على التنظيم ونهمل جانب التغطية التلفزيونية الناجحة القادرة على الوصول للجميع.. وأكرر «الجميع»؟

إلى متى يستمر هذا الخلل الكبير.. والظلم الكبير الذي صنعه عهد سيب بلاتر الذي ركز على الجانب المالي.. وأهمل اللعبة ذاتها؟!

اقرأوا هذه الأيام مشاكل وارنر مع الاتحاد الدولي في ما يتعلق بحقوق النقل التلفزيوني لكأس العالم.

كارثة كبيرة أن يكون الهم والهدف والشغل الشاغل الجانب المالي والمصالح الشخصية، وتحقيق أكبر فوائد مالية دون مراعاة تطور اللعبة واحترام رغبة المشاهد.

اجتماع الخليجيين قبل أيام، ولا جديد في مسألة تغيير هذا الظلم الذي نمارسه بحق الإعلام، صحيح.. لقد انتهى عهد النقل «البلوشي» فنحن نعيش في عصر الاحتراف، والتنظيم بات مرهقا مكلفا ولكن:

- هل يجب أن يكون ذلك على حساب تطور اللعبة وانتشارها واحترام رغبة المشاهد وميوله وراحته؟!

- ولماذا لا تتم مراعاة العدل والمساواة ومنح الفرص للجميع وبطريقة لا تخل بكيفية تحقيق عوائد مالية جيدة؟!

- ولماذا لا يجلس الجميع على طاولة المفاوضات ومنح الجميع فرصة «الشراء»؟!

[email protected]