لوليتش لا يمكن الإمساك به

مانليو غاسباروتو

TT

الميلان يغير، ويحتفظ بالكرة، ويملي إيقاعه الخاص، ويبحث عن مساحة بين الخطوط، حيث يسير على نفس الطريق، وإن لعب بثلاثي هجوم تم تجريبه قليلا، من خلال الشعراوي وروبينهو بالقرب من إبراهيموفيتش. ربما له مستقبل، لكن في أمسية الاستاد الأولمبي بروما لم يعمل الثلاثي وقبل أن يلقي الميلان بنفسه في منطقة الحارس ماركيتي، شكل خطورة في الدقائق الأخيرة بالطريقة المعتادة، بحيث يتراجع إبرا ويخترق أحد زملائه. وهكذا امتلك نوتشرينو كرة الهدف الأكثر خطورة للميلان، وهكذا اقترب الشعراوي من الحصول على ركلتي جزاء، إنه فأر صغير أنجبه جبل من الكرات التي تم لعبها، حيث أنهى الميلان المباراة بنسبة استحواذ تبلغ 62 في المائة.

من الجهة الأخرى، يخوض رييا المباراة، مثل أي صياد حكيم، حيث يبسط شباكه وينتظر. فمن دون كلوزه، يحمي الدفاع، ويضيق المساحات بين الخطوط بطريقة 4 - 4 - 1 - 1 والتي يبدو فيها المهاجم روكي وحيدا وبعيدا بلا أمل. يضغط فريق لاتسيو، ويلعب كرة على الأرض، ويتقدم كله معا بالمحافظة على الإيقاع عاليا. إنها طريقة تؤتي ثمارا وإن كانت الهجمات العكسية نادرة. لكن رييا وضع المنبه للشوط الثاني بالتركيز على الأجناب: غونزاليز وكونكو في اليمين، ولوليتش في الجهة اليسرى، والذي قلص من خطورة أباتي وانطلق. إن الفارق بين لاتسيو والميلان يكمن هنا أيضا، في الثنائي ذي الطابع السويسري بين أصحاب القدم اليسرى، حيث رد الميلان على لوليتش بمصباح من الجانب المعاكس، وكان اللاعب البوسني أكثر تأثيرا، أيضا في المقارنة عن بعد مع اللاعب الجزائري.

سويسرا: تقدم كرة القدم تقاطعات غريبة ولوليتش ومصباح أحد هذه التقاطعات. بدأ سيناد لوليتش، 26 عاما أتمها للتو، وهو بوسني الجنسية، مسيرته كلاعب كرة في سويسرا بقميص فريق كويرا شبه المغمور، لكنه يفرض نفسه ويلفت الأنظار ويصعد سريعا، من فريق بيلينزونا إلى غراسهوبرز حتى يانغ بويز حيث اصطاده لوتيتو في الصيف الماضي. ربما هو إحدى جواهر دوري الدرجة الأولى، والذي تعلم إحصاء انطلاقته السريعة والقوية، ولم تكف مضاعفة أليغري مراقبته بفان بوميل من أجل الإمساك به.

المنافس: في الجانب الآخر، ربما كان ينتظر الميلان شيئا ما أكثر من الجزائري جمال الدين مصباح، والذي كان أيضا لاعبا محترفا في سويسرا. فقد بدأ مع فريق سيرفيت، ثم بازل، وأراو ولوتشرينا (وبينها ستة أشهر في فرنسا، ضمن صفوف فريق لورين) قبل الوصول إلى إيطاليا في طريقه إلى فريق أفيلينو في الدرجة الثانية، حيث اصطاده ليتشي في عام 2009. يشارك مصباح في المناورة من الخلف (ويلمس الكرة ما يقرب من مائة مرة) ويصل إلى العمق بشكل جيد، ويختار الوقت جيدا وينجح في لعب 12 كرة داخل منطقة الجزاء، لكن خدماته لم تسبب أذى للاتسيو لأنها دائما كرات حنونة وعذبة والتي يمكن للدفاع إدارتها وترويضها.